ورجح المحامي في اتصال لجريدة "العمق" اليوم السبت، إمكانية تعرض زوجة الراحل لضغوطات من أجل عدم متابعة هذا الملف، مشيرا إلى أن زوجة الضحية أكدت أن زوجها كان يتعايش مع مرض الربو بشكل طبيعي كباقي الناس، إلا أن استنشاقه الغاز الميسل للدموع حين كان جالسا بأحد مقاهي الحسيمة يوم 9 غشت الجاري، هو من تسبب في وفاته. وأضاف بالقول: "لن أقوم بأي اجراءات قانونية إلا بإذن عائلة الحداد، وهدفنا هو كشف الحقيقية في دولة الحق والقانون من أجل عدم تكرار مآسي الماضي حين كانت الجرائم المرتبكة في حق المتظاهرين يتم السكوت عنها"، وفق تعبيره. وفي هذا الصدد، حذر البوشتاوي الدولة من خروج الأمور عن السيطرة إذا استمرت المقاربة الأمنية في المنطقة، معتبرا أن استمرار التدخلات الأمنية وتجاهل مطالب الساكنة، سيخرج جيلا حاقدا على الدولة، وربما يتحول الأمر إلى ثورة شعبية أو تمرد ضد مؤسسات الدولة لا قدر الله، حسب قوله، لافتا إلى أن الخطير اليوم هو أن أطفال الريف أصبحوا حاقدين على الدولة بسبب ممارساتها بالمنطقة. وشيع المئات من نشطاء حراك الريف، أمس الجمعة في مقبرة ثغانمين، جنازة عبد الحفيظ الحداد الذي أثارت وفاته جدلا بسبب حديث عائلته عن تعرضه لغيبوبة نتيجة استنشاقه الغازات المسيلة للدموع التي ألقتها الشرطة على المتظاهرين يوم 9 غشت الجاري بالحسيمة. وفور الانتهاء من دفن جثمان الراحل، انطلق المشيعون في مسيرة احتجاجية تتهم قوات الأمن بالتسبب في وفاة الحداد، قبل أن يقرر المتظاهرون وقف المسيرة بعد تحرك قوات الأمن نحوهم لفض الاحتجاجات، مرددبن شعارات من قبيل: "الشهيد خلا وصية لا تنازل عالقضية"، "الحداد مات مقتول والمخزن هو المسؤول"، "لا إله إلا الله والشهيد حبيب الله". وكان البوشتاوي قد قال سابقا، إنه "ورفعا لكل لبس، فإن عبد الحفيظ الحداد وإن كان مصابا بالربو المزمن، فإنه كان يعيش بشكل طبيعي مع استعمال البخاخ، ومما فاقم من حالته هو استنشاقه للغاز المسيل للدموع يوم 9 غشت، يضاف إليه الحقنة والدواء غير المناسب لحالته الذي منح له بمستشفى محمد الخامس بالحسيمة يوم 11 غشت، وبالتالي دخوله في غيبوبة تامة حسب ما أكدته زوجته مرارا ومازالت تؤكده". يُشار إلى أن عبد الحفيظ الحداد يقطن بحي سيدي منصور بالحسيمة، وهو متزوج وأب لثلاثة أبناء ويعمل سائقا لسيارة أجرة، وتدهورت حالته الصحية ليلة الأربعاء الماضي، ليتم نقله في اليوم الموالي إلى المستشفى، وهو مصاب بمرض الربو، الامر الذي جعل الغازات المسيلة للدموع تزيد في تدهور وضعه الصحي، حسب البوشتاوي. وكان الوكيل العام للملك لدى محكمة الاستئناف بالحسيمة، قد نفى أن يكون عبد الحفيظ الحداد قد دخل إلى مستشفى محمد الخامس بالحسيمة بعد استنشاقه الغاز المسيل للدموع مساء يوم التاسع من غشت الجاري بمناسبة الأحداث التي عرفتها المدينة المذكورة، معتبرا أن هذه الأخبار تبقى "عارية من الصحة ولا تمت إلى الحقيقة بأي صلة".