ادريس زياد لعالم اليوم الدولية القضية الفلسطينية ستبقى دائماً قضيتنا لما تحمله من قيم التحرر والإنعتاق من قيود الإستبداد والظلم ولما تمثله من عدالة إلاهية التي يجب أن تتحقق على أرض الرسالات، فلسطين كانت ولا تزال صراع وجود وليس صراع حدود كما يروج البعض، القضية الفلسطينية في قلوب كل المسلمين رغماً عن زبانية أوسلو، والسلطة الفلسطينية كانت أول المطبعين مقابل الحصول على اعتراف بمنظمة التحرير كممثل وحيد للشعب الفلسطيني، منظمة التحرير صُنعت و مُهدت لبيع القضية وعندما استفاق عرفات من غفلته قتلوه ونصبوا من سيكمل الدور في مسرحية رئيس المنظمة، وهذا أرخص ما قدمت المنظمة مقابل التطبيع، لكن لا ننسى أن هناك هيئات فلسطينية لها امتدادات شعبية واسعة لازالت لم تعترف بالكيان الصهيوني، منها جبهتين يساريتين وهما الجبهة الشعبية والجبهة الديمقراطية إلى جانب الفصائل و الحركات الإسلامية ومنها حركة حماس… السياسة مصالح أيها الخائض في بحر لا تعرف عمقه، فإذا كان الفلسطينيون لهم علاقات وتنسيق واتصالات يومية مع إسرائيل، وجل الفلسطينين يشتغلون في إسرائيل ولهم اتفاقيات في العديد من المجالات، فلا يمكننا أن نكون فلسطينيين أكثر منهم، منظمة التحرير الفلسطينية لم تعترف بمغربية الصحراء وتتواصل مع زعماء مرتزقة البوليساريو وتتعاطف معهم وتستجدي أي لقاء ولو كان شكلياً مع إسرائيل، ثم إن إسرائيل لا تعادي المغرب في وحدته الترابية عكس جارة السوء الشرقية التي تبذل الغالي والنفيس من أجل تقسيم المغرب ناهيك عن القدح اليومي في قنواتهم الإعلامية، أما النضال الفلسطيني الحقيقي فنحن أعلم به من كمشة عسكر الزيت والسكر الذين يصدعون رؤوسنا بالشعارات الفضفاضة والخطب النارية التي لا تبرح القاعات المغلقة أو المكاتب المكيفة… قريباً سيتم إدراج جبهة البوليساريو في قائمة الإرهاب وإقامة العقوبات الإقتصادية على الدول التي تدعمها، وسنرى العنتريات الفارغة لأنظمة العسكر كيف ستكون نهايتها، وللعلم فجارة السوء لم تقدم للفلسطينيين ولو عشر ما قدم المغرب والتاريخ شاهد على ذلك، و قائمة الشهداء المغاربة الذين قضوا بساحة المعركة بفلسطين شاهدة و هي وسام لكل المغاربة، في حين لم نسمع بأي جزائري سقط بساحة النضال هناك، ولم يقدم حكام جارة السوء لأهلنا في فلسطين سوى الشعارات كما يفعلون مع دعاة الإنفصال… وفي الأخير يبقى عالم السياسة مفتوحاً على جميع الإحتمالات وجميع التوقعات، والمغرب قد اختار هذا التكتيك، فإن ثبت من صحته فسيواصل فيه بكل أناة و مسؤولية، وإن تبين أن هذا الأمر كان خياراً غير صحيح، فله كامل الحرية في توقيفه وتجميده كما فعل سنة 2002، ففي عالم السياسة ليس هناك صداقات ولا عداوات دائمة بل هناك مصالح استراتيجية، والقرار الأمريكي سيكون في صالح إخواننا المحتجزين في مخيمات العار بتندوف حيث سيحفزهم على الإلتحاق بالوطن الأصل.