ردا على مقالة سحر مندور نشرت جريدة «السفير» في ملحقها الثقافي الصادر يوم الجمعة 7 تشرين الثاني الجاري مقالة لسحر مندور عنوانها «نضالهن هناك، في الصحراء الغربية»، وهذه المقالة يفترض أنها تتحدث عن فيلم وثائقي إيطالي عنوانه «فقط لنبلغكم بأننا مازلنا أحياء»، وهو فيلم ينتصر بشكل واضح ومتطرف لجبهة البوليساريو. لا أريد هنا أن أفتح ملف الصحراء المغربية، فلست ممثلا لأية جهة حكومية، وإنما أريد أن أشير إلى مجموعة من المغالطات والإساءات التي تضمنتها المقالة، والتي لا يمكن غض الطرف عنها. وواجبي أن أعقب وأوضح بصفتي مراسل القسم الثقافي لجريدة السفير من المغرب منذ سنوات. تقول سحر مندور: «الناس هناك يحكون عن مقاتلي جبهة البوليساريو تماما كما حكى الناس عن منظمة التحرير في ظروف حياتها الأولى لما كانت الممثل الشرعي الوحيد للشعب الفلسطيني». هذا يعني أنها تشبه البوليساريو بمنظمة التحرير ! تضيف: «إلى ذلك يمكن للمرء تشبيه النضال الصحراوي بالنضال الفلسطيني» هذا يعني أيضا أن الجهة التي «تناضل» البوليساريو ضدها أي المغرب تشبه إسرائيل! تقول أيضا وهي توظف عبارتي «الاستعمار المغربي» و«الاحتلال المغربي»: «التعذيب الذي لقيته النساء الصحراويات على أيدي الأمن المغربي، وهو تعذيب يستحضر ما يرويه المناضلون الفلسطينيون عن السجون الإسرائيلية»! لم تتوقف الكاتبة عند مناقشة الفيلم ونقل محتواه للقارئ، بل تبنّت مضامينه وانحازت إلى جبهة البوليساريو وإلى الطرح الانفصالي بشكل واضح، ودعت عبر جريدة السفير إلى أن يكون لنا دور في دعم هذه الجبهة «دعما شعبيا عالميا» كما تفضلت بذلك في ختام مقالتها: «ومثلما شاهد المرء فلسطين تنتقل من هناك البعيد الداكن إلى هنا، حيث التعب، لكن أيضا الدعم الشعبي العالمي، لا بد أن يشاهد المرء القضية التي حاربت لأجلها جبهة البوليساريو تصل إلى سياق أشد عدالة، وأكثر اعترافا، ولا بد من أن يكون لنا في ذلك دور». لا تعرف سحر مندور ماذا يعني موضوع الصحراء للمغاربة، ولا تعرف أصلا ما يقع في الجنوب وفي مخيمات البوليساريو إلا عن طريق الفيلم الإيطالي بحسب ما يبدو، لذلك يحق لها أن تقول ما تشاء من دون مراعاة لمشاعر ملايين المغاربة الذين تعني لهم قضية الصحراء ما تعنيه. لكن أن تشبه جبهة البوليساريو بمنظمة التحرير فهذه إهانة لمنظمة التحرير، وأن تشبه البوليساريو بفلسطين فهذه إهانة أخرى لفلسطين، أما أن تشبه المغرب بإسرائيل فهذا ما لا يحتمل. ولا أفهم أيضا كيف يتم إقحام نقاش سياسي بمنزلقات خطيرة في القسم الثقافي لجريدة يكن لها المغاربة كل التقدير. ملاحظة: نشرت جريدة السفير رد الكاتب المغربي عبد الرحيم الخصار في عدد الأربعاء 12 نونبر.