رحبت شخصيات وفصائل فلسطينية بقرار ضم فلسطين إلى العضوية الكاملة في منظمة الأممالمتحدة للتربية والعلوم والثقافة «يونيسكو» UNESCO بعد سنوات طويلة من وضعها كعضو مراقب، معتبرة أن الانتصار في «يونيسكو»، على الرغم من المعارضة والضغوط الاميركية، انما سيعزز المساعي الفلسطينية لنيل الاعتراف بعضوية فلسطين الكاملة في الأممالمتحدة. وقد رحب رئيس المجلس الوطني الفلسطيني سليم الزعنون بقبول فلسطين عضوا كامل العضوية في منظمة «يونيسكو»، معتبرا ذلك «إحقاقا لأحد الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني ويعطي دفعة قوية لعملية السلام، ويأتي في موعده بل وتأخر منذ 63 عاما»، داعيا «الولاياتالمتحدة الأميركية والدول الأعضاء في مجلس الأمن الدولي التي ما زالت تعارض او ما زالت مترددة في حسم أمرها لصالح الطلب الفلسطيني للحصول على العضوية الكاملة في الأممالمتحدة إلى احترام إرادة المجتمع الدولي بغالبيته الكبيرة المتمثلة اليوم في قبول فلسطين عضوا كامل العضوية في منظمة اليونيسكو». وفي بيان اعتبر الزعنون «هذا القبول انجازا ونصرا تاريخيا للدبلوماسية الفلسطينية بقيادة الرئيس أبو مازن, فهو لا يقل أهمية عن السعي نحو الحصول على العضوية الكاملة في الأممالمتحدة, لأنه يؤكد من جديد اصطفاف شعوب العالم ودوله المحبة للسلام الى جانب الحق الفلسطيني، وهو اختراق فلسطيني نحو الاعتراف الدولي بهذا الحق، مشددا على ضرورة أن ينسحب ذلك التصويت المعبر عن الإرادة العادلة والحقيقية للمجتمع الدولي على الطلب الفلسطيني في مجلس الأمن الدولي». وقال الزعنون»إن هذا الانتصار السياسي يضاف الى الانتصار والانجاز الكبير الذي تمثل في قبول المجلس الوطني الفلسطيني بتاريخ 4-10--2011 شريكا من اجل الديمقراطية في الجمعية البرلمانية لمجلس أوروبا التي تضم 47 برلمانيا أوروبيا». واضاف: «ان هذا القبول ينهي عقودا من الادعاءات الإسرائيلية المضللة بأحقيتها في المواقع الأثرية والدينية والتراثية والثقافية الفلسطينية في القدس وبيت لحم والخليل وباقي المناطق الفلسطينية، ويمكن فلسطين بمساعدة المجتمع الدولي ومؤسساته ذات العلاقة من حماية تلك الحقوق من الانتهاكات الإسرائيلية». وبدورها هنأت الدكتورة حنان عشراوي, عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية, الشعب الفلسطيني بكافة مكوناته، والقيادة الفلسطينية، على حصول دولة فلسطين العضوية الكاملة في منظمة الأممالمتحدة للتربية والعلوم والثقافة (يونيسكو)، ووصفت هذا الانجاز الكبير بالقرار التاريخي والعادل الذي يصب في صالح السلام والاستقرار في المنطقة واشارت الى انه انتصار ليس للشعب الفلسطيني فحسب و انما للعالم الذي غلب الحق على المصالح. وقالت عشراوي: «إن هذا القرار إنما يدل على أن هناك دولا لا تخضع للضغوط والابتزاز، وتصوّت بناء على مبادئها وقيمها وليس بناء على مصالح ضيقة، ومهما حاولت أمريكا ومعها حفنة من الدول حجب الحق الفلسطيني او محاولة العمل ضد القانون الدولي الا أن غالبية العالم ترفض الرضوخ، وتصوت بناء على ضميرها» وأضافت: «واذا استمرت امريكا بالانسحاب من المنظمات الدولية التي تصوت لصالحنا ستجد نفسها معزولة، وستتأثر مكانتها ومصالحها سلبياً». وتعقيباً على كلمة السفير الإسرائيلي في «يونيسكو» قالت: «لقد قضت اسرائيل على العملية السلمية لأنها دولة خارجة عن القانون، وتستخدم العملية التفاوضية غطاء وذريعة لعدم الالتزام بالقانون الدولي للتنصّل من متطلبات السلام، وان كانت اسرائيل معنية بالسلام، كان الأجدر بها التصويت لفلسطين ليس فقط في اليونيسكو وانما في الأممالمتحدة أيضا». وشكرت رئيسة دائرة الثقافة والاعلام مواقف دول العالم التي صوتت لصالح الحق الفلسطيني وقالت: «ان هذه الخطوة بمثابة مقدمة نحو النجاح الدبلوماسي في الأممالمتحدة للحصول على الاعتراف الدولي بالعضوية الكاملة لدولة فلسطين في الأممالمتحدة، وهذا الانتصار يحتم علينا العمل بندية وكفاءة لأن هذه العضويه تعطينا حقوقاً وصلاحيات للحفاظ على هويتنا وارثنا الحضاري والثقافي والتاريخي والانساني الذي يتعرض للسرقة والمصادرة والتشويه من قبل اسرائيل، كما يفتح امامنا آفاقا للتعاون التربوي والثقافي والعلمي مع بقية دول العالم». وبدوره قال الأمين العام لمجلس الوزراء الدكتور نعيم أبو الحمص أن «هذا الإنجاز سيعزز من المساعي الفلسطينية للاعتراف بدولة فلسطين ودعم انضمامها إلى منظمة الأممالمتحدة وبحق الشعب الفلسطيني في صون تراثه وحضارته، وإدراج المواقع الفلسطينية ضمن التراث العالمي للإنسانية التي تحاول إسرائيل محوها وتزويرها». وأضاف: «كما أن هذا القرار سيعزز من الجهود الفلسطينية للتخلص من الاحتلال وإقامة دولته الفلسطينية المستقلة كاملة السيادة على حدود 1967 وعاصمتها القدس». وثمن أبو الحمص في بيان «مواقف الأمين العام لل»يونيسكو» وجميع الدول التي صوتت لصالح هذا القرار الذي جاء نتيجة جهود متواصلة خاضتها القيادة الفلسطينية والدبلوماسية والأشقاء العرب والأصدقاء». وبدورها فقد أكدت جبهة النضال الشعبي الفلسطيني أن نيل فلسطين العضوية الكاملة في منظمة اليونسكو للعلوم والثقافة التابعة للأمم المتحدة «انتصارا لقضية شعبنا، ومقدمة ً للاعتراف بالدولة الفلسطينيةبالأممالمتحدة»،وقال عوني أبو غوش عضو المكتب السياسي للجبهة الناطق الإعلامي الرسمي ، إن «هذا الانتصار وهذه المعركة الدبلوماسية وحصول فلسطين على العضوية الكاملة ، دليلا على أن العالم أجمع بدأ يدرك مسؤولياته تجاه قضية شعبنا العادلة ، وصفعة في وجه حكومة الاحتلال الإسرائيلية «. وأضاف أبو غوش في بيان « إن عضوية فلسطين بمنظمة اليونسكو يعني أن فلسطين أصبحت دولة لها حقوق يجب استعادتها وإجبار حكومة الاحتلال الإسرائيلية بالتوقف عن اعتداءاتها المتكررة ضد المواقع التاريخية والتراثية الفلسطينية»منوها الى ان «هذه العضوية تعني أن كافة المواقع التاريخية والتراثية والأثرية والأماكن المقدسة كالمساجد والكنائس هي أماكن فلسطينية التاريخ لا يجوز لأحد تغيرها أو سرقة تاريخها تحت أي مسمي أو ذريعة كانت، وأن كافة القوانين والقرارات العنصرية المتطرفة لحكومة الاحتلال تخالف القوانين الدولية «. واشار الى «أن تهديدات الولاياتالمتحدةالأمريكية بتخفيض ميزانية المنظمة هو وقاحة سياسية أمريكية تثبت مرة أخرى فقدانها للمصداقية الدولية وحمايتها ودعمها لحكومة الاحتلال الإسرائيلية». ومن جهتها قالت الجبهة العربية الفلسطينية أن «حصول فلسطين على العضوية الكاملة في منظمة الأممالمتحدة للعلوم والثقافة «اليونسكو» هو انتصار لإرادة شعبنا في الحرية وحقه في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف». وأضافت الجبهة في بيان وصل «أن تصويت 107 دولة لصالح فلسطين بالرغم من كل التهديدات الأمريكية والإسرائيلية هو انجاز كبير وتأكيد على حقوق شعبنا المشروعة التي أقرتها كافة القرارات والقوانين الدولية، معتبرة أن التهديدات الأمريكية بوقف دعمها للمنظمة هو قرصنة سياسية وابتزاز لإرادة العالم التي قالت نعم لفلسطين دولة كاملة العضوية في اليونسكو». وتابعت الجبهة أن «معركة اليونسكو هي الجولة الأولى في معركة الاعتراف بشرعية الدولة الفلسطينية في كافة المنظمات الدولية، وان على الولاياتالمتحدة أن تدرك هي وإسرائيل حجم القضية الفلسطينية وانه لم يعد مجالا لتزييف الحقائق بعد أن قالت دول العالم كلمتها والإقرار بحقوق شعبنا باعتبارها الطريق لتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة». وهنأت الجبهة شعبنا الفلسطيني وقيادته بهذا الانجاز الكبير الذي يأتي ترجمة لخطاب السيد الرئيس أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، وكنتيجة لصمود شعبنا وإصراره على حقوقه والتفافه حول قيادته وخروجه بكل مكوناته للتعبير عن تصميمه على حصوله على دولته المستقلة، داعية إلى مواصلة الدبلوماسية الفلسطينية لجهودها من اجل انتزاع الاعتراف الدولي بحق فلسطين بالعضوية الكاملة في كافة المؤسسات والمنظمات الدولية كمقدمة للاعتراف بكافة حقوقنا الوطنية المشروعة في العودة وتقرير المصير وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف. وحصلت فلسطين بغالبية 107 دول ومعارضة 14 دولة وامتناع 52 دولة عن التصويت على العضوية الكاملة في «يونيسكو» وذلك خلال التصويت الذي أجرته الجمعية العامة للمنظمة في مقرها في العاصمة الفرنسية باريس. وجاء التصويت خلافا لرغبة اسرائيل والولاياتالمتحدة التي مارست الضغوط على القيادة الفلسطينية لتأجيله فيما استخدمت الترهيب ضد الدول الاعضاء في المنظمة بادعاء وجود قانون اميركي صادر عام 1989 يمنع الولاياتالمتحدة من دفع حصتها المالية للمنظمة في حال التصويت لصالح ضم فلسطين لعضوية «يونيسكو». وكانت المفاجآة في الجلسة هي تصويت فرنسا واسبانيا وبلجيكا والنرويج والنمسا ولوكمسبرغ وايرلندا وايسلندا والبرازيل والصين والهند وجنوب افريقيا لصالح الطلب الفلسطيني، في حين صوتت الولاياتالمتحدة وكندا والمانيا واسرائيل ضد الطلب وامتنعت بريطانيا عن التصويت. وهذه هي المنظمة الاممية الاولى التي تحصل فلسطين على العضوية الكاملة فيها فيما تقول مصادر انه مؤشر على الدعم الواسع الذي يحظى به الفلسطينيون على المستوى الدولي.