بعد اساييع قضتها في ضيافة مركز روبرت كينيدي الذي تكفل بإعداد برنامج مكثف لشحنها و تكوينها على تقنيات نشر الفزع و الفتنة ، عادت الانفصالية المغرر بها امينتو حيدار الى المغرب الذي تحمل يا حسرة جنسيته ، و تتحرك بكل حرية بجواز سفر في مهمة خاصة تقضي بتعبئة و حشد مجموعات انفصاليي الداخل ضمن مخطط يهدف الى اثارة القلاقل باقاليمنا الجنوبية ،على بعد ايام من اصدار مجلس الامن لقرار جديد يتعلق بمصير المهمة الاممية في الصحراء المغربية . العودة المشبوهة لحيدار في هذه الظروف بالذات و بعد تمرينها التربصي المدفوع التكاليف بواشنطن تنضح بعدد من الملاحظات و الخلاصات حول مدى ادراك الانفصالية حيدار لمخاطر و عواقب ما قد تتجرأ على انتاجه من سلوكات و أفعال بداخل التراب الوطني ، سيما و ان جميع القرائن تتفق على ان قيادة الرابوني و معها الجزائر تصارع - منذ مدة ليست يسيرة فقط- طواحين الهواء في مسعاها تقويض الموقف الدولي القوي للرباط في موازين النزاع المفتعل ، السياسية و الديبلوماسية و الحقوقية . حيدار و من ورائها كينيدي تدركان ان حسم جولة النزاع داخل كواليس الأممالمتحدة اضحى غير ممكن و غير متاح بالمرة بعد ان تنبه بان كي مون الى المناورات المكشوفة للوبي الانفصالي ، و قرر من تلقاء نفسه احباط محاولات ادخال الاتحاد الافريقي كطرف في البت في النزاع ، كما جرد قبل ذلك قيادة الرابوني و الموالين لها من ورقة حقوق الانسان التي ظلت توظفها لسنوات بشكل مثير للشفقة لإحراج المملكة . اطلالة حيدار المريبة و المتوقعة تعد في واقع الأمر محاولة جديدة لامتصاص بعض اضواء الشهرة بعد ان اصابها الكساد الاعلامي و لم تعد تغري وسائل الاعلام الاسبانية ، كما هو الحال بمسرحية مطار لانزاروتي قبل اعوام . حيدار تدرك ان خطواتها محسوبة امنيا و تحركاتها مراقبة داخل المغرب ، وخاصة ان لا أحد سيصعب عليه في الظرف الراهن توقع سلوكاتها بعد جولة امريكا اينما أخفقت مجددا بمعية عرابتها كيري ،في اقناع مسؤولي الاممالمتحدة بوهج ملف حقوق الانسان بالصحراء . وما لا يختلف فيه اثنان ان امينتو ستحاول في الأيام القليلة المقبلة ، خلخلة جمود و انتكاسة المشروع الانفصالي المتحجر بمخيمات لحمادة بعملية استعراضية للفت الانظار ، و التسبب باقصى ما يمكن من الضرر الاعلامي للرباط ، و تسويق كل ذلك اعلاميا قبل صدور قرار مجلس الأمن نهاية الشهر الجاري . ربما ستنجح حيدار في اغراء بعض الصحف الاسبانية التي ما زالت تقتات على فضلات قضية ممسوخة ، و لكن ما لا يمكن ان تتوفق فيه حيدار بالمرة و بالمطلق ، لا هي ولا غيرها من عرابيها هو خلخلة الاجماع الوطني من طنجة الى لكويرة حول ملف الوحدة الترابية للمملكة . و في أحسن الاحوال لم يتبق لدى كل رموز المشروع المحتضر الا محاولة المس بثوابت هذا الاجماع و ريما هذا ما تتلقن حيدار دروس تقوية فيه بعناية السيدة كينيدي و بعض جنرالات الجزائر على بلوغه كهدف استراتيجي.