ألغى موقع تويتر للتواصل الاجتماعي أول أمس حساب المدعو كريس كولمان الذي دأب منذ أسابيع على نشر وثائق ديبلوماسية بالغة الحساسية تتعلق بمراسلات سرية بين مسؤولين في دواليب الخارجية المغربية و أطراف وطنية و خارجية أخرى . و ما زالت الاراء متضاربة حول الهوية الحقيقية لكريس كولمان و مصداقية مئات الوثائق التي سربها بهدف الاساءة الى المصالح العليا للمملكة و إن كان معطى إغلاق حسابه بتويتر مباشرة بعد كشف قراصنة معلوميات مغاربة عن هويته و صورته يؤكد فرضية إعتباره عميلا للمخابرات الجزائرية التي إتهمها المغرب رسميا بالمسؤولية المباشرة عن تسريب وثائق سرية لوزارة الخارجية المغربية. مباشرة بعد إغلاق حساب كريس كولمان 24 على تويتر تكفلت الصحافة الجزائرية بنقل مضمون العديد من الوثائق الديبلوماسية التي كان يسربها تباعا و التي تهدف أساسا الى الزعم بأن موقف الرباط في ملف النزاع المفتعل حول الصحراء قد تضرر دوليا بشكل ملموس خلال الأشهر الأخيرة . بعيدا عن ظاهرة كولمان الذي لا تخفى إرتباطاته الاستخباراتية مع عناصر إنفصالية بمدريد و جزائرية بباريس كثفت الانفصالية المدعوة أمينتو حيدار خلال الأيام القليلة الماضية من خرجاتها الاعلامية المسيسة و التي يطغى عليها نمط المواجهة المباشرة مع المغرب . أمينتو حيدار التي ظلت تقدم نفسها للرأي العام الدولي بأنها ناشطة حقوقية محضة واضعة مسافة وهمية بين نضالها الحقوقي و تبعيتها وولائها للمشروع الانفصالي بقيادة الرابوني حلت قبل أيام قليلة ببرلين بالمانيا بعد جولة طويلة بجزر الكاناري و التقت نائبة رئيس البوندستاغ الألماني ( البرلمان ) بغرض إقناعه بدعم الطرح الانفصالي و الضغط على المغرب . حكومة برلين التي تتخذ مسافة منطقية و كاريزمية معقولة من النزاع المفتعل و لا تريد لخبطة حسابات كل من باريس و مدريد من الملف ينبني موقفها التقليدي على مباركة مواقف فرنسا و إسبانيا كأقرب عاصمتين أوروبيتين من جبهة الصراع المفتعل . حيدار حين تطرق أبواب أوروبا إنطلاقا من برلين القطب الاقتصادي و السياسي النافذ بالمجموعة الأوروبية تكشف الى حد بعيد معالم أجندة الجزائر و جبهة الرابوني مستقبلا في مواجهة و التصدي للحق المغربي المشروع في الدفاع عن وحدته الترابية. الآلة الانفصالية تتحرك حاليا بشكل غير مسبوق على واجهات دبلوماسية دولية ظلت مناطق محمية للحقوق المغربية بدءا من منطقة أوروبا الوسطى و البلدان الاسكندنافية . إرادة الأطراف التي تحرك العميل المدعو كولمان لاحراج و زعزعة ثقة و مردودية المنظومة الدبلوماسية المغربية و توظف الوجه الحقوقي المزيف لأمينتو حيدار لاستدراج عواصم جديدة الى المشروع الانفصالي تتجه حتما و بارادة مبيتة الى خلخلة أجواء الاجماع المغربي الداخلي حول ملف الصحراء المسترجعة و بعثرة جهود الدبلوماسية المغربية الرسمية و الموازية عبر التشكيك في فعاليتها و تماسكها . الدروس و العبر التي يتعين على المغرب أخذها من سياق التدافع الراهن هو مدى قدرة ديبلوماسيتنا و معها حكومتنا على إمتصاص مختلف الصدمات و المؤامرات التي يبدو أن بوادرها فقط هي ما يتجلى حاليا و أن المستقبل المنظور و خاصة في غضون السنة الجديدة التي ننتظرها ستكون مفتوحة على كل إحتمالات التصعيد و التعبئة بما فيها محاولة جر المملكة الى مواجهات ديبلوماسية و حتى عسكرية مبنية على منطق تنفيذ ما لا يخطر على بال من مخططات الاستنزاف القذرة .