بغض النظر حول إذا ما كانت الناشطة الانفصالية المدعوة بأمينتو حيدار ستحل فعلا الاثنين المقبل ضيفة على لجنة الخارجية و حقوق الانسان بالكونغريس الأمريكي لتقديم شهادتها المعروف مسبقا حجم صدقيتها , أم أن الأمر لا يعدو أن يكون مجرد مناورة مكشوفة وسيناريو خبطة إعلامية مخدومة رتبتها المخابرات الجزائرية بمعية كيري كينيدي لمضايقة الرباط و نقل مركز الضغط الديبلوماسي والحقوقي المسلط منذ أشهر على قيادة الانفصاليين بالرابوني، ففي كلا الحالتين تبرز الحاجة لاعادة تقييم كفاءة الديبلوماسية المغربية و مدى قدرتها على التعامل بالسرعة المطلوبة والتدخل في الوقت المناسب كلما إستجد مستجد من شأنه الاضرار بالمصالح العليا للبلاد. الواقع أن السيدة أمينتو حيدار تتحرك منذ قرابة الشهرين بكامل الحرية و قد استطاعت أن تجلس الى جانب ممثل اسباني يسمى خافيير بارديم قبل شهر في ندوة صحفية بباريس نظمتها كيري كينيدي ،وأطلق خلالها الممثل الاسباني المهووس برمال تندوف و عيون حيدار تصريحا كاد يعصف بالعلاقات الثنائية بين باريس والرباط. ويبدو أن توقيت إطلاق بارديم للتصريح كان مدروسا بعناية لغاية ضمان إختراق الخطاب الانفصالي للعاصمة الفرنسية و تلغيم العلاقات الثنائية بين المغرب و فرنسا و كادت الخطة تنجح لولا تيقظ جلالة الملك و الرئيس الفرنسي . كيف إستطاعت إذن حيدار أن تتسلل الى عاصمة الأنوار فرنسا المحسوبة من القلاع الديبلوماسية المنيعة للمغرب,ولماذا لم تتفطن سفارة المملكة بباريس و أجهزة الاستعلامات للمخطط الانفصالي الجهنمي وتسعى للابطال المسبق لمفعوله؟ وكيف تمكنت كيري و بارديم من مخاطبة الرأي العام الفرنسي عبر عمود بصحيفة لوموند لتسويق الأطروحات الانفصالية الوهمية؟ أين هو اللوبي المغربي المفروض أن يتدخل في مثل هذه النوازل دفاعا عن القضايا العليا للوطن؟ ليس المهم حاليا إن كانت حيدار قد دعيت فعلا و رسميا للمثول أمام لجنة الخارجية بالكونغريس الأمريكي أم أنها تتستر وراء نشاط روتيني عادي لمؤسسة كيري كينيدي لمنح هالة إعلامية و جرعة مقوية ظرفية لمجموعة إنفصاليي الرابوني المتابعين في جرائم إنسانية أمام القضاء الاسباني. الواقع أن فلول القيادة الانفصالية التي يتم مطاردتها تباعا من شبه الجزيرة الايبيرية تحاول نقل شبكتها الى دول و سط و شمال أوروبا و تراهن على مخطط للضغط على الادارة الأمريكية و على العواصم الممثلة في مجلس الأمن تحسبا للتقرير المرتقب لمجلس الأمن حول الوضع في الصحراء المسترجعة. فماذا ترى ديبلوماسية المملكة فاعلة لمواجهة هذا الشكل الجديد من أشكال المناورة ؟