فشلت جبهة الانفصاليين في إثارة أجواء الفتنة في مدن الأقاليم الصحراوية المسترجعة على هامش زيارة وفد حقوقي أمريكي للمنطقة تترأسه رئيسة مؤسسة روبرت كينيدي لحقوق الإنسان، السيدة كيري كينيدي، ابنة السياسي الأمريكي المعروف روبرت كينيدي. المعلومات الواردة من العيون تفيذ أن كينيدي والوفد المرافق لها حلوا بعد ظهر الجمعة بمطار العيون و التحقوا بمقر إقامتهم في غياب أية تعبيرات إحتجاجية اللهم حضور بعض إنفصاليي الداخل و عملاء البوليساريو تتقدمهم المدعوة أمينتو حيدار التي يتردد أن أعضاء بالوفد قبلوا بدعوة لها لتناول العشاء بمنزلها و هو ما يطرح من البداية تساؤلات حول خلفيات البعثة الحقوقية و مدى حيادها في مهمة الملاحظة التي ستقوم بها تباعا بالأقاليم الجنوبية و بمخيمات تندوف الى الجمعة المقبل و التي ستتوج باعداد تقرير يفترض أنه ينقل بأمالة واقع حقوق الانسان بالمنطقة . و كانت وسائل دعاية الانفصاليين مسنودة بالجزائر قد إستبقت الزيارة بتأليب الرأي العام الصحراوي و الحديث عن عزم ساكنة الأقاليم الصحراوية القيام بمظاهرات إحتجاجية مع مقدم الوفد الأمريكي ضمن سيناريو مستنسخ من سيناريو المؤامرة المرتبة تمهيدا لزيارة مماثلة لكريستوفر روس الى المنطقة و التي تجاوزتها الأحداث بعد تنبه المغرب لمراميها و مقاصدها و مبادرته بسحب ثقته رسميا من المبعوث الأممي الذي يبدو أنه كان على علم مسبق بالمخطط الانفصالي . الأجواء هادئة و عادية بالعيون هكذا تؤكد تقارير الجريدة و مسعى الانفصاليين لتلغيم الزيارة و إستثمار ظرفيتها لتحقيق مكاسب إعلامية و سياسية منيت بالخيبة و الفشل الذريع نتيجة تفطن السلطات المغربية للمؤامرة الانفصالية و تعاملها مع الزيارة = بغض النظر عن كل التحفظات المسجلة على نوايا و خلفيات أعضاء بالوفد الحقوقي الأمريكي = ببرودة دم و هو ما فوت الفرصة على أزلام الانفصاليين لتنفيذ سيناريو المؤامرة المحبوكة بدقة لتلويث سمعة و صورة المملكة دوليا و إستدراج القوات العمومية للتدخل بعنف و تحقيق مقاصد القيادة الانفصالية . ساكنة عاصمة الأقاليم الصحراوية المسترجعة بدورها كانت في مستوى الحدث و فوتت على أذناب الجبهة فرصة البروز بصورة الضحية و تعاملت مع الزيارة الحقوقية ببرود كبير . الكرة الآن في مرمى السيدة كينيدي خلال تنقلها الى تندوف إن كانت ستملك الشجاعة الحقوقية الكافية للاستماع الى آلاف المحاصرين بتندوف و تدوين ملاحظات الشباب و النسوة الذين يتظاهرون يوميا أمام مقر إقامة عبد العزيز المراكشي بالرابوني مطالبين برحيله و وضع حد ل38 سنة من القهر و الاذلال و المعاناة التي فرضتها القيادة الانفصالية على المدنيين العزل الذين تحولوا الى مجرد رقم لابتزاز الاعانات و للاستعمال كوقود لقضية وهمية . هل سيملك الوفد الحقوقي الأمريكي شجاعة فتح تحقيق جدي في ضحايا معتقل الرشيد الرهيب و سيء الذكر بتندوف و هل سيتضمن تقريره إشارة الى ضحايا الرصاص الحي الذي أطلق قبل أيام في مواجهة مجموعة محتجين على القيادة الانفصالية . الفرصة مواتية لمركز كينيدي و لرئيسته ليبرهنا للعالم أن مهتمهم حقوقية محضة و محايدة بدون خلفيات و أحكام مسبقة و أنهم لا يخضعون لأجندة أية جهة تسعى لابتزاز المغرب و تشويه سمعته بما تطبخ الجهات ذاتها من أكاذيب و مغالطات سافرة .