تعيش قيادة البوليساريو حالة من الحمى و الاضطراب تحسبا لزيارة وفد عن منظمة هيومان رايتس واتش الحقوقية لمخيمات تندوف و هي الزيارة التي كانت مقررة في شهر فبراير الماضي ، غير أن السلطات الجزائرية ماطلت المنظمة الحقوقية الأمريكية لعدة أشهر لتعطيل الزيارة و لم تسلم التأشيرات القانونية للوفد الحقوقي إلا قبل أيام على أن تبتدأ صلاحية الدخول الى التراب الجزائري الا مع نهاية الشهريونيو الجاري . وتحضيرا للزيارة المرتقبة بداية يوليوز القادم سارعت قيادة الانفصاليين الى تنظيف مخيمات تندوف من آثار ومخلفات جرائمها الانسانية والحقوقية . وعلمنا في هذا الاطار أن الجبهة الانفصالية سارعت الى نقل عشرات المعارضين المعتقلين الى خارج المخيمات و نقلوا الى سجون جزائرية بعيدا عن أعين مراقبي الوفد الحقوقي و استغلال ظروف الحر المفرطة التي تسود منطقة المخيمات بتاريخ الزيارة للحيلولة دون اتصال أعضاء الوفد الحقوقي بالعديد من المعارضين للبوليساريو بالمخيمات ، و خاصة نواة الجمعية الصحراوية المدافعة عن حرية العبيد بالمخيمات التي أنشأت قبل شهرين بمخيمات العار و التي ربطت اتصالاتها بالعديد من الهيئات الحقوقية الدولية باسبانيا و القارة الأمريكية بعد أن إستطاعت التملص من الرقابة الضاغطة للبوليساريو بالمخيمات . وفي الوقت الذي سارعت الجبهة الانفصالية بتنسيق مع ضباط المخابرات العسكرية الجزائرية المشرفين على المخيمات الى استبعاد العديد من المعارضين والمشكوك فيهم ، خارج المخيمات، ومن ضمنهم السجناء الذين تخاف القيادة من انهم سيقدمون شكايات وبأدلة واضحة عن فساد العدل والمحاكم المزعومة التابعة لقيادة البوليساريو, فإن برنامج زيارة وفد هيومن رايتس لسجون و معتقلات مخيمات تندوف يأتي في أعقاب توصل المنظمة الحقوقية الدولية بمعلومات و تقارير مفصلة صادرة عن أطراف داخلية و خارجية معارضة للبوليساريو تصور فظاعات الانتهاكات المقترفة ضد سكان المخيمات و التي تؤكد مصادر داخلية أن زهاء 500 منهم معتقلون معتقلات سرية و العشرات منهم مسجلين ضمن مجهولي المصير . هذا و بغية تمويه الرأي العام الدولي و الاستمرار في ابتزازه أشرف زعيم قيادة الانفصاليين على جمع صوري لتجديد ما يسمى بهياكل جمعية اولياء المعتقلين والمفقودين الصحراويين و خلاله زكى ضدا على إرادة مكتب الجمعية مقربا منه للاستمرار في رئاستها وهو مسؤول مخابراتي بالجبهة الانفصالية على الرغم من الشكايات الموثقة لبقية أعضاء الجمعية في شأن السلوكات المشينة للمسؤول الحقوقي في الجبهة المتورط حسب شهادات مكتب الجمعية في قضية اختلاس ما لايقل عن 120 ألف يورومن المساعدات الدولية المقدمة للجمعية و تحويلها الى حسابه الشخصي ، باتفاق وتغطية من قريبه الذي يشغل مهمة المسؤول الأول عن أمن مخيمات العار بتندوف .لتتضح المغالطات الفضائحية للجبهة الانفصالية ومناوراتها لتغليط المنتظم الدولي و توهيمه و ابتزازه بالمرة .