باشرت البوليساريو، بأمر من سلطات النظام الجزائري، يوم الاثنين 14 يونيو الجاري، عملية إخلاء سجونها ونقل مجموعة من المعتقلين المعارضين بها إلى أماكن سرية قبل الزيارة التي من المرتقب أن يقوم بها بعض أعضاء منظمة هيومان رايتس ووتش لمخيمات تندوف خلال شهر يونيو الجاري للاطلاع على أوضاع المحتجزين من المغاربة الصحراويين المعارضين هناك وتقييم وضعية حقوق الإنسان التي تتميز بخروقات واضحة وفاضحة. وذكرت مصادر صحفية جزائرية أن الجزائر وصنيعتها البوليساريو قامتا بهذه العملية التي أطلق عليها اسم «عفو السجناء» بهدف التخلص من أكبر عدد ممكن من المعتقلين المعارضين والمحتجزين الرافضين للأوضاع اللاإنسانية للصحراويين المحتجزين بمخيمات الذل والعار، والذين قد يخلقون متاعب للبوليساريو والنظام الجزائري ويفضحون سياستهما ويحرجونهما خلال زيارة منظمة هيومان رايتس ووتش المرتقبة لهذه المخيمات، إن هي تمكنت من الحصول على التراخيص اللازمة للقيام بذلك من طرف السلطات الجزائرية. واستنادا إلى المصادر ذاتها، قامت البوليساريو بتوزيع المعتقلين في سجون مخيمات تندوف على مجموعتين، تم إطلاق سراح المعتقلين المعارضين بإحداهما بناء على اعتبارات قبلية ومادية بعد الاستفادة من الرشاوى التي قدمها أقاربهم لهذا الهدف، فيما تم نقل معتلقي المجموعة الثانية إلى سجون سرية بمناطق أخرى بالجزائر من أجل إسكاتهم ومنعهم من كشف معاناتهم والإفصاح عن أسرار خطيرة للهيئة الدولية، الأمر الذي جعل أقاربهم يحتجون على هذا السلوك العنصري الذي قام به انفصاليو البوليساريو تحت وصاية النظام الجزائري في حق أقاربهم، واصفينه ب«السلوك الجبان الهادف إلى إخفاء الشمس بالغربال، وذلك عن طريق ادعاء عدم وجود معتقلين سياسيين في تندوف عبر تهريبهم مؤقتا إلى أماكن اعتقال سرية حتى تمر زيارة هيومان رايتس ووتش مرور الكرام»، حسب تعبير المصادر ذاتها. وطالب بعض السياسيين المعتقلين في سجون البوليساريو والمحتجزين المعارضين لمرتزقتها وللنظام الجزائري بلقاء أعضاء منظمة هيومان رايتس ووتش قصد إطلاعهم على ما يتعرضون له من تعذيب وقهر بسبب معارضتهم العلنية لمخططات المرتزقة ورفضهم المتاجرة بمعاناة الصحراويين المحتجزين وتهريب المساعادت الدولية والاتجار فيها..