أعلن الرئيس الأفغاني، حامد كرزاي، تشكيل مجلس أعلى للسلام ، في مسعى لإجراء محادثات سلام مع حركة طالبان التي تقاوم الوجود العسكري الأجنبي بالبلاد منذ تسع سنوات. وقالت الرئاسة الأفغانية إن إنشاء هذا المجلس الأعلى يمثل "خطوة مهمة على طريق محادثات السلام". وتعتبر هذه المبادرة إحدى أهم الخطوات التي اتخذها كرزاي بهدف فتح حوار مع قيادة طالبان. وكان "جيرغا السلام" ، وهو مجلس قبلي انعقد بكابول، في يونيو الماضي، قد وافق وقتها على إنشاء هذا المجلس الأعلى. وسيكون المجلس "ميدانا للتفاوض" ؛ ومن المفترض أن يمثل المجتمع الأفغاني بكافة أطيافه. واجتمع مسؤولون في القصر الرئاسي في كابول لتقرير لائحة الشخصيات التي سيضمها هذا المجلس، والتي ستضم "قادة في الجهاد ، وأشخاصا مؤثرين ونساء" وسيعلن عنها مطلع الأسبوع القادم ، تزامنا مع عيد الفطر المبارك، حسب الرئاسة. وكان إعلان كرزاي منتظرا منذ عدة أيام، بعد أن التقى قادة من "المجاهدين" السابقين ، بينهم برهان الدين رباني، وعبد رب الرسول سياف إضافة إلى وزراء وحلفاء آخرين للتباحث في كيفية إنشاء المجلس. وكان سيماك هيراوي، المتحدث باسم كرزاي، قد قال إن المجلس سيجمع "عناصر سابقة في حركة طالبان، والحزب الإسلامي" ، ملمحا إلى مشاركة مجموعة أخرى يقودها رئيس الوزراء السابق وزعيم المجاهدين، قلب الدين حكمتيار. وقال هيراوي "سيكون هذا المجلس بالتأكيد فعالا في التقليص من مستوى العنف في أفغانستان". يذكر أن حركة طالبان رفضت أكثر من مرة دعوات إلى الحوار، واصفة كرزاي بأنه ألعوبة بين يدي الولاياتالمتحدة، واشترطت خروج القوات الأجنبية لبدء أي تفاوض. ويأتي إعلان تشكيل المجلس في وقت تصاعدت فيه المقاومة المسلحة لطالبان، وارتفعت فيه حصيلة قتلى القوات الأجنبية إلى 485 منذ بداية العام الحالي، وهو عدد القتلى خلال سنة 2009 برمتها. وتنشر الولاياتالمتحدة وحلف شمال الأطلسي (الناتو) نحو 150 ألف جندي بأفغانستان لمحاربة طالبان.