كشفت وزارة الدفاع الأميركية "البنتاغون" عن هويات الأميركيين الخمسة الذين قتلوا في التفجير الانتحاري، الثلاثاء الماضي، واستهدف مركزاً للاستقطاب والتجنيد في العاصمة كابول ضمن 18 شخصاً قتلوا فيه، وأعلنت حركة طالبان مسؤوليتها عنه.مظاهرة لقدماء حرب فيتنام ضد الحرب في أفغانستان والعراق (أ ف ب) وأشارت وزارة الدفاع الأميركية إلى أن من بين القتلى الخمسة، ضابط برتبة عقيد واثنين برتبة مقدم. وكشفت الوزارة عن أسماء الضباط القتلى وهم، العقيد جون ماكهيو (46 عاماً) وهو من نيوجيرسي، والمقدم بول بارتز وعمره 43 عاماً من ويسنكسون، والمقدم توماس بيلكوفر (44 عاماً) من أوهايو، ثم الرقيب أول ريتشارد تايمان (28 عاماً) وهو من بنسلفانيا والمجند جوشوا توملينسون (24 عاماً) وهو من لويزيانا. وكان مسؤولون أمريكيون أكدوا مقتل الضباط والجنود الأمريكيين الخمسة في الانفجار إلى جانب سادس كندي، في حين أكدت مصادر طبية أفغانية مقتل 12 مدنياً أفغانياً، بينهم نساء وأطفال، في التفجير الانتحاري، بجانب 48 آخرين أصيبوا جراء ذلك. وأشارت مصادر عسكرية بريطانية في أفغانستان إلى أن عدد القتلى المدنيين بلغ 19 قتيلاً وأسفر التفجير الانتحاري، الذي وقع بالقرب من رتل لقوات المساعدة الدولية في أفغانستان "إيساف" التابعة لحلف شمال الأطلسي "الناتو"، كذلك عن تدمير خمس مركبات عسكرية أميركية و13 سيارة مدنية، كانت بالقرب من موقع التفجير، وفقاً للناتو. وأوضحت الناتو أن إحدى هذه السيارات المدنية كانت محملة بركاب مدنيين. ووقع الانفجار في منطقة محصنة في العاصمة الأفغانية كابول، إذ يوجد مقر البرلمان الأفغاني ومبان حكومية أخرى. وعلى الفور أعلنت حركة طالبان مسؤوليتها عن الهجوم، إذ قال المتحدث باسم طالبان، ظبي الله مجاهد، إن الهجوم وقع الثامنة صباحاً حسب التوقيت المحلي، وأن المسلح المهاجم نجح في تدمير سيارات عسكرية أميركية و سيارات أخرى. وشجبت السفارة الأميركية في أفغانستان التفجير الانتحاري قائلة إنه يظهر "عدم الاكتراث الواضح من قبل حركة طالبان واستخفافها بخير ورفاه الشعب الأفغاني". من جهة أخرى، قال الممثل الدبلوماسي لحلف شمال الأطلسي في أفغانستان إن جهود المصالحة مع المتمردين مهمة لاستقرار أفغانستان لكنه حذر من اى مساومات مع الفصائل المتشددة في حركة طالبان الإسلامية. وأضاف مارك سيدويل أن المجتمع الدولي يؤيد الرئيس الأفغاني، حامد كرزاي، في مسعاه للتواصل مع أعضاء طالبان الذين يرحبون بنبذ العنف. ويستضيف كرزاي مؤتمرا للمجلس الأعلى للقبائل الأفغانية في وقت لاحق الشهر الجاري لعرض مشروع خطته للتفاوض مع طالبان والتماس المشورة من الوفود حول تحركات السلام. وقال سيدويل في مؤتمر صحفي "لن يكون هناك استقرار في أفغانستان إذا اقتصر الأمر على عقد صفقة جانبية مع أعضاء من طالبان أو فصائل معينة داخل طالبان تساوم على تلك الحقوق لأنه في هذه الحالة لن تقبل فصائل أخرى داخل أفغانستان بالنتيجة. لذا لابد أن تكون هناك تسوية شاملة بشكل حقيقي وتحترم حقوق الجميع..." وقال كرزاي العائد من محادثات مع المسؤولين الأميركيين في واشنطن إن الغرب بدأ يدرك أنه لا يمكن الفوز بالحرب في أفغانستان عسكريا وأن العملية السلمية لابد وان تشمل طالبان. وبعد مرور أكثر من تسع سنوات على إسقاط طالبان من السلطة على يد القوات الأجنبية بقيادة الولاياتالمتحدة عادت طالبان للظهور القوي مجددا رغم وجود نحو140 ألف جندي أجنبي بقيادة حلف شمال الأطلسي والجيش الأميركي في أفغانستان. وتدفع خطة السلام الأخيرة لكرزاي باتجاه إعادة دمج أفراد المشاة لدى طالبان واقتراحات لحذف أسماء قادة المتمردين من قائمة للأمم المتحدة وربما منح بعضهم اللجوء في الخارج. وأضاف سيدويل "أن المصالحة ستكون صعبة وستكون هناك لحظات صعبة بيد أننا جميعا نعتقد أنها عنصر مهم في جلب الاستقرار للبلاد." ورفضت طالبان في مناسبات مختلفة مبادرات السلام التي طرحها كرزاي قائلة إنها لن تنخرط في أي محادثات سلام في ظل بقاء القوات الأجنبية في أفغانستان.