قتل ثمانية أشخاص على الأقل، وأصيب 40 آخرون بجروح في تفجير انتحاري وقع، صباح أمس الثلاثاء، قرب فندق وسط العاصمة الأفغانية ينزل فيه العديد من الأجانب، كما أعلنت وزارة الداخلية لوكالة فرانس برس.وقال المتحدث باسم الوزارة زمراي بشاري، قتل ثمانية أشخاص هم أربعة رجال وأربع نساء، وأصيب 40 آخرون بجروح. وكانت حصيلة سابقة أعلنها الرئيس الأفغاني، حميد كرزاي، أوردت خمسة قتلى و31 جريحا. وذكرت قناة تولو التلفزيونية الخاصة في تقرير لها من موقع الحادث، أن الهجوم وقع بالقرب من مقر إقامة نائب سابق للرئيس الأفغاني هو أحمد ضياء مسعود ولكنه لم يصب بأذى. وأظهرت مقاطع فيديو من موقع الحادث سيارة محترقة ووجود حفرة كبيرة في الطريق إثر الانفجار، بالإضافة إلى تدمير مبنيين مكونيين من طابقين بالقرب من موقع الانفجار. كما أظهرت الصور أفراد الشرطة والسكان وهم ينقلون المصابين لسيارات الإسعاف العسكرية. كما أفادت وزارة الداخلية الأفغانية في حصيلة جديدة أن 16 شرطيا قتلوا الاثنين الماضي، في الهجومين اللذين شنه مقاتلون بكل من شمال وجنوب أفغانستان. وفي هذا الصدد أكدت الوزارة في بيان لها "مقتل 16 شرطيا أفغانيا في حادثين منفصلين", مبرزة أن مسلحين هاجموا مركزا للشرطة بمقاطعة بنجاب في لشكر غاه, عاصمة ولاية هلمند, وقتلوا ثمانية من رجال الشرطة. وقبل ذلك بساعات, قتل أيضا ثمانية من عناصر الشرطة الأفغانية في هجوم شنه مقاتلون على طريق تسلكها قوافل الحلف الأطلسي شمال أفغانستان. وقال حاكم ولاية هلمند إن الهجوم الذي خلف أيضا جريحين, استهدف مركزا للشرطة في ولاية بغلان الواقعة على الطريق التي تصل بغلان بكابول, متهما حاكم الحزب الإسلامي الذي ينشط في شمال البلاد بشن الهجوم. وأوضح حاكم المحافظة، محمد أكبر بريكزاي، أن الهجوم وقع فجر أمس الاثنين، في محافظة بغلان، فيما قال قائد شرطة المحافظة، زلما أفضل إن الاشتباط أدى كذلك إلى مقتل اثنين من المهاجمين وإصابة مسلح ثالث. ويأتي هذا الهجوم بعد أيام قليلة على هجوم يعتقد أنه انتحاري أسفر عن مقتل خمسة أشخاص بينهم ضابطان. إذ لقي خمسة أشخاص على الأقل مصرعهم، بينهم ضابطان بالشرطة الأفغانية، في هجوم يُعتقد أنه انتحاري بشرقي أفغانستان الجمعة، أسفر عن سقوط 21 جريحاً آخرين، بينهم 16 مدنياً. وقال قائد الشرطة في إقليم "باكتيكا"، خان زادران، إن الهجوم وقع في مدينة "شاران" كبرى مدن الإقليم، مشيراً إلى أن السلطات بدأت تحقيقاً في ملابسات الانفجار، الذي يُرجح أن مهاجماً انتحارياً نفذه، مستخدماً دراجة مفخخة. وقع الانفجار بينما كانت مجموعة من قوات الشرطة تفتش عربة يجري دفعها باليد، فيما كان يمر شخص على متن دراجة هوائية بالقرب من الموقع، يُعتقد أنه منفذ الهجوم. من جهة أخرى, تبنى ناطق باسم الحزب الإسلامي في اتصال صحفي مسؤولية الحزب عن مقتل ثمانية من رجال الشرطة, ميرزا أن أحد عناصر الحزب قتل أيضا في الهجوم. ويقود الحزب الإسلامي رئيس الوزراء الأفغاني الأسبق قلب الدين حكمتيار الذي أدرج على لائحة "الإرهابيين" الذين تطاردهم الولاياتالمتحدة. كما يأتي الهجوم بعد تصريح لقائد القوات الأميركية في أفغانستان، الجنرال ستانلي ماكريستال، اعتبر فيه أن القيادة العسكرية لحركة طالبان داخل أفغانستان، أصبحت تعاني الوهن والضعف، مشيراً إلى أن عدد من قادة الحركة بادروا إلى عرض إلقاء السلاح والانسحاب من النزاع، مضيفاً أن القيادات المصرة على القتال موجودة في الخارج. وقال ماكريستال إن قواته هزمت طالبان وأخرجتها من العديد من المناطق، وسببت هذه الهزائم في زعزعة مواقع قادة الحركة. و تولى قلب الدين حكمتيار, الذي كان من أبرز قادة الحرب ضد الاحتلال السوفياتي (1979 -1989 ) والحرب الأهلية (1992 -1996 ), لفترة قصيرة منصب رئيس الوزراء خلال التسعينيات. وتشهد أفغانستان هجمات مكثفة في السنتين الأخيرتين, خاصة من طرف مقاتلي حركة طالبان رغم انتشار أزيد من 100.000 جندي أجنبي بها ,حيث شهدت سنة 2009 سقوط أكبر عدد من القتلى منذ الإطاحة بنظام الحركة عام 2001 , جلهم من المدنيين أو القوات الأفغانية والدولية. من جهة أخرى، أقر الرئيس الأميركي باراك أوباما أن قراره إرسال 30 ألف جندي أميركي إضافي إلى أفغانستان كان أصعب قرار اتخذه منذ توليه الرئاسة، معتبرا أنه سيتضح خلال عام ما إذا كانت هذه الاستراتيجية ناجحة. وأبدى الرئيس الأميركي معارضته خلال مقابلة مع بعض المحللين الذين رأوا أن لهجته خلال الكلمة التي حدد فيها الخطوط الرئيسية لزيادة القوات في أفغانستان كانت بمثابة كلمة يلقيها أستاذ في الجامعة وتفتقر الى العاطفة.