هاجم عشرون مسلحا من حركة طالبان المتشددة مبان حكومية ومراكز تجارية في قلب كابول، في أعنف هجوم تتعرض له العاصمة الأفغانية منذ عام. واشنطن وصفت الهجوم ب "اليائس والشرس" وكرزاي يعلن "عودة" الأمن إلى العاصمة. تعرضت مؤسسات حكومية ومراكز تجارية ومصارف في كابول صباح اليوم الاثنين لهجوم منسق نفذه عشرون مسلحا ضمنهم إنتحاريون في أعنف هجوم من نوعه تتعرض له العاصمة الأفغانية منذ عام. وصرح متحدث باسم وزارة الداخلية الأفغانية لوكالة الأنباء الفرنسية "فرانس بريس" بأن أربعة انتحاريين قتلوا اثنان بعد تفجير قنبلتيهما وآخران بأيدي قوات الأمن الأفغانية. وفي حصيلة أولية لضحايا الهجوم ذكر مسؤولون أفغان أن "بين القتلى طفل وضابط في الشرطة وجندي أفغانيين".وأفاد مسؤول أمني في المنطقة التي تعرضت للهجوم بكابول لوكالة الأنباء الألمانية أن المسلحين أطلقوا النار باتجاه البوابة الجنوبية للقصر الرئاسي ووزارتي المالية والعدل من مجمع "فورشجاه بوزيرج أفغان" التجاري الذي تحصنوا فيه. وتبنت حركة "طالبان" المتشددة الهجوم وصرح متحدث باسمها أن الهجوم استهدف القصر الرئاسي ووزارتي المالية والعدل. وذكرت مصادر متطابقة أن المنطقة التي تعرضت للهجوم في وسط العاصمة كابول ما تزال تشهد اشتباكات بين مسلحي طالبان وقوات الأمن، وأن قوات من الشرطة والأمن والجيش والاستخبارات طوقت المكان وتخوض اشتباكات ضد مسلحي طالبان. وقالت القوة الدولية للمساعدة على حفظ الأمن (إيساف) التي يقودها حلف شمال الأطلسي أنها تعمل "عن كثب مع شركائها الأفغان لاحتواء الموقف بقوة". وقال مصدر أمني لوكالة رويترز إن دوي انفجار سمع اليوم في منطقة مزدحمة من العاصمة الأفغانية جنوبي قصر الرئاسة على بعد مئات الأمتار من مكان الهجمات المنسقة التي يشنها مسلحون. وأضاف المصدر "سمع قبل قليل دوي انفجار خارج سينما بامير" وتابع مشيرا إلى موقع مركز تجاري تشتبك عنده القوات الحكومية والمسلحون في معارك بالأسلحة أن قوات الأمن "ما زالت تخوض اشتباكا في وسط المدينة" حيث توجد مكاتب حكومية والحي الدبلوماسي. من جهته قال زاهر عظيمي، المتحدث باسم وزارة الدفاع الأفغانية، في موقع الحدث عند مركز (جراند أفغان) التجاري "المركز محاصر ونحن مشتبكون مع من في الداخل". وذكر تقرير أن صاروخا واحدا على الأقل سقط في حديقة فندق سيرينا الفندق الوحيد ذي الخمس نجوم في كابول، بحسب أحد الضيوف الأجانب الذي أوضح أن النزلاء لجأوا إلى الدور السفلي من المبنى. ويقع الفندق بالقرب من المبنى الذي احتلته طالبان. وفيما أعلنت حركة طالبان مسؤوليتها عن الهجوم الذي جاء في الوقت الذي كان فيه عدد من وزراء حكومة الرئيس الأفغاني حامد كرزاي يؤدون اليمين الدستورية، صدرت أولى ردود الفعل من واشنطن التي نددت بالهجمات التي تشنها حركة طالبان اليوم على العاصمة الأفغانية كابول معتبرة أنها عمل "يائس" و"شرس" وحذرت من وقوع المزيد من الهجمات في هذا البلد. وقال الموفد الأميركي الخاص لأفغانستان وباكستان ريتشارد هولبروك متحدثا للصحافيين في نيودلهي "ليس من المفاجئ أن تقدم حركة طالبان على مثل هذا الأمر" مضيفا "إنهم يائسون وشرسون". وأضاف هولبروك "الناس الذين يقومون بذلك لن يبقوا بالتأكيد على قيد الحياة بعد الهجوم، كما أنهم لن ينجحوا. لكن يمكن توقع تكرار حدوث مثل هذا الأمر".