تأتي زيارة الرئيس الأفغاني، حامد كرزاي ، لواشنطن بعد توتر العلاقات مع إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما. وكان مسؤولون أميركيون قد أكدوا أن محادثات كرزاي مع أوباما ركزت على "الأهداف المشتركة" في الحرب الأفغانية الدائرة منذ ثماني سنوات. لكن البعض يرى أن أوباما أبلغ كرزاي رسالة مفادها أن القوات الأميركية ستنسحب من أفغانستان في يوليو ز 2011 ، وعلى إدارة كرزاي بذل ما في وسعها في المسائل المتعلقة بالحكم ومحاربة الفساد. من جانبه سعى كرزاي من خلال الزيارة إلى إبداء انشغاله إزاء تزايد القتلى المدنيين الأفغان بسبب الغارات الأميركية, والتخوف المتصاعد ، مما قد ينجر عن الانسحاب الأميركي من أفغانستان. و يطالب كرزاي كذلك بمزيد من الضغوط على باكستان للتعامل مع المسلحين على الحدود الأفغانية الباكستانية. كما تناولت الزيارة جملة من المسائل الأخرى ، على غرار إمكانية التوصل إلى اتفاق سلام مع حركة طالبان, والمؤتمر الدولي حول أفغانستان، المقرر في يوليوز القادم, والانتخابات النيابية الأفغانية في شتنبر . وقد اعترفت الإدارة الأميركية بوجود تأرجح في العلاقة بين الطرفين، خاصة بعد تصريحات كرزاي التي اتهم فيها المانحين الأجانب بالمسؤولية عن تفشي الفساد في بلاده. واعتبر الخبراء أن فتور العلاقات بين واشنطنوكابول خلال الفترة الأخيرة، أظهر مدى الحاجة المتبادلة بين الإدارة الأميركية وحكومة كرزاي. فقد قال السفير الأميركي السابق في كل من باكستان والعراق، ريان كروكر، إنه على الطرفين استغلال هذه الزيارة للمضي قدما "كشريكين". وكان بن روديس، نائب مستشار الأمن القومي الأميركي، أكد ، في وقت سابق، أن "هذه الزيارة فرصة للتحرك قدما إلى الأمام ، ولتعزيز الخطوات الإيجابية التي اتخذت, ولكن أيضا للإشارة إلى الخطوات الإضافية التي ما زال من الضروري اتخاذها من أجل تحسين الحكم بالنسبة للشعب الأفغاني". وفي محاولة على ما يبدو لتعزيز وضع كرزاي أمام شعبه ، بالإضافة إلى الرأي العام الأميركي، عقد أوباما بعد المحادثات مع كرزاي مؤتمرا صحفيا مشتركا في حديقة الزهور بالبيت الأبيض، وهو تكريم يخصص عادة لكبار زعماء العالم. يذكر أن زيارة كرزاي لواشنطن تأتي في وقت حاسم بالنسبة إلى الحرب في أفغانستان, حيث ينتظر وصول 30 ألف جندي أميركي إضافي إلى كابول بحلول غشت المقبل، استعدادا لهجوم شامل للسيطرة على ولاية قندهار، معقل حركة طالبان.