صرحت وزيرة الخارجية الأميركية، هيلاري كلينتون، الثلاثاء الماضي، أن الالتزام الأميركي تجاه أفغانستان سوف يستمر حتى بعد رحيل القوات الأميركية من البلاد.وجاءت تصريحات كلينتون في الوقت الذي بدأت فيه اجتماعات، تستغرق عدة أيام، مع الرئيس الأفغاني حامد كرزاي. واعترفت كلينتون بأن عقودا من إهمال أفغانستان أسفرت عن عدم الاستقرار الذي سمح للقاعدة بأن يكون لها ملاذ آمن وتنفذ الهجمات الإرهابية في الحادي عشر من سبتمبر عام 2001. وأضافت: الرئيس الأميركي باراك أوباما أوضح أننا لن نسمح بهذا النوع من الإهمال وعدم الاكتراث مرة أخرى. متابعة إن واشنطن قد زادت بشكل كبير حجم مساعداتها للدولة التي مزقتها الحرب. وأبلغت كلينتون كرزاي قائلة: هذا الالتزام، ياسيادة الرئيس، سوف يستمر حتى بعد رحيل القوات الأميركية لأننا تعلمنا دروس الماضي. ووصل كرزاي إلى واشنطن لعقد اجتماعات تستغرق عدة أيام مع المسؤولين الأميركيين لإجراء محادثات تشمل العديد من القضايا بما في ذلك الأمن والتنمية الاقتصادية وتحسين قدرات حكومة كابول. وسوف يعقد كرزاي، الذي يرافقه معظم أعضاء حكومته، اجتماعات في وزارة الخارجية والبنتاغون ومع أوباما، أمس الأربعاء . وأقامت كلينتون مأدبة عشاء تكريما لكرزاي وسوف يتناول الزعيم الأفغاني الغذاء مع أوباما. وتحاول إدارة أوباما وحكومة كرزاي رأب الصدع في العلاقات بعد أسابيع من التوتر الذي بدأ بعد زيارة أوباما في شهر مارس الماضي لكابول حيث ناشد كرزاي بان يبذل المزيد من الجهد لمكافحة الفساد. وتفاقمت التوترات عندما ألقى كرزاي على عاتق الأممالمتحدة والحكومات الغربية المسؤولية عن التجاوزات في التصويت خلال إعادة انتخابه في شهر غشت الماضي ، ما أدى إلى توجيه توبيخ حاد من البيت الأبيض وتهديدات بإلغاء الاجتماع. وسعى المسؤولون الأمريكيون والأفغان إلى التقليل من شأن الخلافات وقالوا إنهم يركزون على التحرك قدما في علاقات تشهد، مثل أي علاقات أخرى، خلافات من حين لآخر. وقال كرزاي: سوف تكون هناك خلافات بيننا بشأن عدد من القضايا من حين لآخر. متابعا: ولكن هذه دلالة على علاقات ناضجة ومتنامية . ويأمل كرزاي في كسب المزيد من المساندة لخططه ببدء محادثات مصالحة مع طالبان. وتساند الولاياتالمتحدة إعادة دمج العناصر الأدنى مستوى من حركة طالبان في حالة نبذ أعضائها العنف والالتزام بسيادة القانون. وسوف يلتقي كرزاي أيضا مع أعضاء الكونغرس الذين زادت شكوكهم في قدرة الرئيس الأفغاني . وقالت رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي إن المشرعين تواقون إلى سماع خططه بشان التحرك إلى الأمام. وقالت: قيادته مطلوبة لإقناع الناس إنه اتخذ القرارات الصحيحة فيما يتعلق بالأمن والفساد ونظام الحكم. وكان الفساد المستشري على نطاق واسع مصدرا كبيرا للقلق بالنسبة لإدارة أوباما إذ يخشي من أن يقوض (الفساد) ثقة الشعب في حكومته ويولد التعاطف مع حركة طالبان. وسوف يرفع التعزيز العسكري الأمريكي عدد القوات الأمريكية في أفغانستان إلى أكثر من 100 ألف مع حلول نهاية الصيف وذلك بهدف استعادة المناطق، التي يسيطر عليها المسلحون.