أجرى الرئيس الأميركي باراك أوباما مشاورات سرية مع كبار مساعديه في البيت الأبيض , بشأن الإستراتيجية الجديدة الواجب تبنيها لوقف تدهور الوضع الأمني بأفغانستان، في ظل تعاظم قوة «حركة طالبان» في الآونة الأخيرة وتكبيدها خسائر كبيرة للقوات الأميركية وحلفائها. وقالت وكالة الأنباء الألمانية إن اللقاء , الذي عقد بإحدى غرف البيت الأبيض المحصنة ضد التنصت، شارك فيه وزيرا الدفاع روبرت غيتس، والخارجية هيلاري كلينتون، ورئيس وكالة المخابرات ليون بانيتا ، ورئيس أركان الجيش مايكل مولن، ومستشار الأمن القومي جيمس جونز، وقائد القوات الأميركية في الشرق الأوسط وجنوب آسيا الجنرال ديفد بتراوس. كما شارك في الاجتماع، الذي تركز على كيفية مواجهة «طالبان»، قائد القوات الأميركية في أفغانستان، الجنرال ستانلي ماكريستال، عبر الدوائر التلفزيونية المغلقة. ونقلت الوكالة الألمانية عن شبكة سي.أن.أن الإخبارية الأميركية، أن المجتمعين اتفقوا على عدم تسريب أي تفاصيل من محتوى اللقاء لأي جهة، كما أن أوباما يعتزم عقد ثلاثة اجتماعات أخرى مع كبار مساعديه للتشاور بشأن الإستراتيجية الأميركية في أفغانستان. يذكر أن قيادات عسكرية أميركية تطالب منذ وقت طويل بزيادة القوات في أفغانستان بواقع 40 ألف جندي لمنع هزيمة القوات التي تقودها الولاياتالمتحدة أمام طالبان، بينما ذكر تقرير لصحيفة« لوس أنجلوس تايمز» أن جو بايدن، نائب الرئيس الأميركي يطالب من وراء الكواليس بخفض القوات. وفي مواجهة الهجمات المتصاعدة من طالبان في الفترة الأخيرة، يبدو أن الولاياتالمتحدة قد تعجل انسحابها من العراق، للدفع بقوات إضافية إلى أفغانستان، وهو ما تحدث عنه ا قائد القوات الأميركية في العراق، الجنرال راي أوديرنو، الذي أشار إلى خطط لسحب نحو أربعة آلاف جندي من العراق وفق تطورات الوضع الميداني هناك. ويوجد نحو 124 ألف جندي أميركي في العراق مقارنة مع نحو 66 ألفا في أفغانستان، حيث يريد قائد القوات الأميركية هناك من الرئيس أوباما نشر مزيد من القوات لتغيير مسار الحرب الدائرة هناك منذ ثماني سنوات. على صعيد آخر، قالت الأممالمتحدة إنها أقالت أكبر دبلوماسي أميركي في البعثة الأمميةبأفغانستان عقب خلافه مع رئيسه النرويجي حول الانتخابات الرئاسية في البلاد. وأوضحت تقارير إعلامية أن بيتر غالبريث، نائب مبعوث الأممالمتحدة الخاص، كاي إيدي، أغضب الرئيس الأفغاني حامد كرزاي بسبب دعواته المتكررة لإعادة فرز أصوات جميع المقترعين في الانتخابات الرئاسية التي جرت في أغسطس الماضي، بعد أنباء عن عمليات تزوير واسعة النطاق. وأعطت النتائج الأولية تقدما بنسبة 54% لكرزاي في مواجهة وزير الخارجية السابق، عبد الله عبد الله، لكن لجنة مراقبة تزوير الانتخابات التي تدعمها الأممالمتحدة أمرت بمراجعة النتائج في 12% من مراكز الاقتراع، حيث يتوقع أن تستمر عملية المراجعة حتى منتصف أكتوبر الجاري.