من المفترض ، والجريدة ماثلة للطبع، أن يكون الرئيس الأميركي ، باراك أوباما ، قد أصدر، أمس الثلاثاء كما كان مقررا،، أوامره النهائية بإرسال المزيد من القوات إلى أفغانستان كجزء من إستراتيجية جديدة تمهد لمغادرة القوات الأميركية من هذا البلد. ويتزامن ذلك مع إعلان بريطانيا أنها سترسل خمسمائة جندي إضافي إلى أفغانستان، بينما امتنعت فرنسا وأستراليا عن التعهد بإرسال أي قوات جديدة. وقدم أوباما الخطوط العريضة لإستراتيجيته في كلمة إلى الشعب الأميركي وجهها من أكاديمية وست بوينت العسكرية ، بولاية نيويورك، بعد مداولات استغرقت ثلاثة أشهر مع كبار قادته العسكريين. وقال المتحدث باسم البيت الأبيض ، روبرت غيبس، إن أوباما أصدر أوامره بنشر التعزيزات الإضافية في أفغانستان، مشيرا إلى أن هذا الالتزام ليس لأجل غير محدد ، بل للتمهيد لعودة الجنود الأميركيين لبلادهم. ولم يتطرق غيبس إلى تفاصيل إستراتيجية أوباما، ولكن مسوؤلين أميركيين آخرين قالوا إن الرئيس الأميركي سيعلن أنه فوض بإرسال ما بين ثلاثين و 35 ألف جندي إضافي إلى أفغانستان بهدف تأمين المراكز السكانية ، والتصدي لمسلحي حركة طالبان ، وتدريب قوات أفغانية لكي تتولى الأمن في البلد تدريجيا. ويتصور أوباما خفضا تدريجيا للقوات الأميركية ، وتسليم مقاليد الأمور إلى القوات الأفغانية على مدى ثلاث إلى خمس سنوات. وقال البيت الأبيض إن أوباما أبلغ قادته العسكريين ، أنه استقر على خطة جديدة ، وأصدر إليهم أوامر بتنفيذها، وعقد أيضا اجتماعا لإبلاغ كبار مستشاريه بالقرار. وقضى أوباما وقتا طويلا لإطلاع حلفائه على خطته الجديدة، ومن المقرر أن يكون قد تحدث إلى قادة الكونغرس ، أمس الثلاثاء، قبل إلقاء كلمته. وتأمل واشنطن أن توفر التعزيزات الجديدة المتوقع أن تتم على مراحل خلال فترة قادمة تتراوح بين 12 و18 شهرا الظروف التي تسمح في النهاية بسحب القوات الأميركية. وقال قائد القوات الأميركية وقوات حلف شمال الأطلسي (ناتو) في أفغانستان ، الجنرال ستانلي مكريستال ، إن تقليص القوات قد يبدأ بحلول عام 2013، بينما قال البيت الأبيض إنه يتوقع أن تغادر القوات الأميركية أفغانستان بحلول عام 2017 أو 2018. ويأمل مسؤولو وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) أن تضيف الدول الأعضاء في «الناتو» ما يصل إلى عشرة آلاف جندي من قواتها ومدربيها، مما يرفع العدد الإجمالي من القوات الإضافية إلى نحو أربعين ألفا. في غضون ذلك ، أعلن رئيس الوزراء البريطاني ، غوردون براون ، أن بلاده سترسل، الشهر الجاري ، خمسمائة جندي إضافي إلى أفغانستان، ليرتفع عدد الجنود البريطانيين المنتشرين بهذا البلد إلى 9500. وقال براون في خطاب أمام مجلس العموم إن هؤلاء الجنود الإضافيين سيتم نشرهم في ولاية هلمند الأفغانية لدعم القوات البريطانية الموجودة هناك. أما فرنسا ، فأكد وزير دفاعها ، إيرفي مورين، أن بلاده لا تنوي زيادة جنودها، وأكد أن الحل ليس عسكريا فقط ، وإنما يجب التركيز على إعادة بناء أفغانستان. بينما تعهدت أستراليا بإرسال مزيد من مدربي الشرطة وخبراء مدنيين متخصصين في تقديم المساعدات، لكنّها لم تُشِرْ إلى أي زيادة في عدد القوات الأسترالية. ويوجد بأفغانستان الآن نحو 110 آلاف من القوات الأجنبية ، منها 68 ألف جندي أميركي. وبينما دعا القادة العسكريون إلى إرسال المزيد من الجنود، فإن الدعم الشعبي المتضائل في أوروبا والولايات المتحدة للحرب في أفغانستان، وتكاليفها المادية والبشرية، يجعل الوفاء بهذه المطالب في منتهى الصعوبة.