أعلنت بريطانيا أنها قررت إرسال المزيد من القوات إلى أفغانستان لدعم المجهود العسكري لقوات حلف شمال الأطلسي، التي تواجه مقاومة عنيفة من حركة طالبان، تهدد بفرض سيطرة عناصر الحركة على مساحات واسعة من البلاد.خطة أوباما تمهد لرحيل القوات الأميركية من أفغانستان (أ ف ب) وجاء الإعلان على لسان رئيس الوزراء البريطاني، غوردون براون، في كلمة ألقاها أمام مجلس العموم، قال فيها إن لندن سترسل 500 جندي إضافي بحلول مطلع ديسمبر المقبل، إلى أفغانستان، لترفع بذلك مجموع قواتها المنتشرة هناك إلى 9500 جندي. ويأتي ذلك في وقت ينتظر فيه أن يعلن الرئيس الأميركي باراك أوباما قراره بشأن إستراتيجية إدارته في أفغانستان بعد عطلة "عيد الشكر". وكان أوباما قال خلال مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس الوزراء الهندي مانموهان سينغ إن "المراجعات التي أجراها بشأن عدد القوات الأميركية في أفغانستان كانت شاملة ومفيدة". وقال أوباما "من المهم أن نعرف أن تلك المراجعات كانت شاملة من أجل أن ننجح في أفغانستان.. فعلينا أن نضع إستراتيجية شاملة تتضمن جهودا دبلوماسية ومدنية أيضا"، إلى جانب المجهود العسكري. وسيأتي الإعلان بعد مشاورات ماراثونية أجراها أوباما مع كبار مستشاري الأمن القومي لعدة أشهر، وزاد من تعقيدها أزمة الانتخابات الرئاسية الأفغانية وما تخللها من تقارير عن شوائب وتزوير. و يتعين على الرئيس الأميركي وفقا للإستراتيجية الجديدة، الزج بنحو 40 ألف جندي أميركي إضافي إلى أفغانستان، أو تخفيض ذلك العدد ليصبح حوالي 34 ألف جندي. وقال مصدر عسكري أن هناك خطة تتضمن إرسال ثلاثة ألوية من الجيش يصل قوامها لنحو 15 ألف جندي، بالإضافة إلى فرقة من المارينز مكونة من نحو 8 آلاف جندي، بجانب قرابة 7 آلاف من عناصر مقر القيادة، وما بين 4 آلاف إلى 5 آلاف من قوات الدعم. وستتمركز تلك القوات الإضافية، التي سيجري نشرها على مراحل في فترة زمنية قدرها ثلاثة أشهر، في الجنوب وجنوب شرقي أفغانستان، حيث تدور معظم المعارك ضد مليشيات طالبان. من جهة أخرى، يستعد الرئيس الأميركي باراك أوباما لإصدار أوامره النهائية بإرسال المزيد من القوات إلى أفغانستان كجزء من إستراتيجية جديدة تمهد لمغادرة القوات الأميركية من هذا البلد. ويتزامن ذلك مع إعلان بريطانيا أنها سترسل خمسمائة جندي إضافي إلى أفغانستان، بينما امتنعت فرنسا وأستراليا عن التعهد بإرسال أي قوات جديدة. وسيقدم أوباما الخطوط العريضة لإستراتيجيته في كلمة إلى الشعب الأميركي يوجهها هذه الليلة من أكاديمية وست بوينت العسكرية بولاية نيويورك بعد مداولات استغرقت ثلاثة أشهر مع كبار قادته العسكريين. وقال المتحدث باسم البيت الأبيض روبرت غيبس إن أوباما أصدر أوامره بنشر التعزيزات الإضافية في أفغانستان، مشيرا إلى أن هذا الالتزام ليس لأجل غير محدد بل للتمهيد لعودة الجنود الأميركيين لبلادهم. ولم يتطرق غيبس إلى تفاصيل إستراتيجية أوباما، ولكن مسؤولين أميركيين آخرين قالوا إن الرئيس الأميركي سيعلن أنه فوض بإرسال ما بين ثلاثين و 35 ألف جندي إضافي إلى أفغانستان بهدف تأمين المراكز السكانية والتصدي لمسلحي حركة طالبان وتدريب قوات أفغانية لكي تتولى الأمن في البلد تدريجيا. ومن غير المتوقع أن يعلن أوباما عن موعد انسحاب محدد، ولكنه يتصور خفضا تدريجيا للقوات الأميركية وتسليم مقاليد الأمور إلى القوات الأفغانية على مدى ثلاث إلى خمس سنوات. وقال البيت الأبيض إن أوباما أبلغ قادته العسكريين أنه استقر على خطة جديدة وأصدر إليهم أوامر بتنفيذها، وعقد أيضا اجتماعا لإبلاغ كبار مستشاريه بالقرار. وقضى أوباما وقتا طويلا أمس لإطلاع حلفائه على خطته الجديدة، ومن المقرر أن يتحدث إلى قادة الكونغرس اليوم قبل إلقاء كلمته. وتأمل واشنطن أن توفر التعزيزات الجديدة المتوقع أن تجري على مراحل خلال فترة قادمة تتراوح بين 12 و18 شهرا الظروف التي تسمح في النهاية بسحب القوات الأميركية. وقال قائد القوات الأميركية وقوات حلف شمال الأطلسي (ناتو) في أفغانستان الجنرال ستانلي مكريستال إن تقليص القوات قد يبدأ بحلول عام 2013، بينما قال البيت الأبيض إنه يتوقع أن تغادر القوات الأميركية أفغانستان بحلول عام 2017 أو 2018. ويأمل مسؤولو وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) أن تضيف الدول الأعضاء في الناتو ما يصل إلى عشرة آلاف جندي من قواتها ومدربيها، مما يرفع العدد الإجمالي من القوات الإضافية إلى نحو أربعين ألفا.