دعت حركة طالبان الأفغانية الصحافيين ووسائل الإعلام لزيارة بلدة "مرجه" في جنوبأفغانستان، لكي يروا بأعينهم من هي الجهة التي تسيطر على المنطقة، حيث يشن حلف شمال الأطلسي (ناتو) هجوما واسع النطاق منذ خمسة أيام ضد عناصر طالبان هناك .وقالت الحركة في بيان أورده راديو "سوا" الأميركي، صباح أمس الأربعاء، إنها "تدعو جميع وسائل الإعلام المستقلة في العالم إلى إرسال مراسلين إلى مرجه"، موضحة أنه سيكون بوسع المراسلين "أن يروا بأم العين الوضع، وأن ينقلوا الحقيقة إلى الناس، ويظهروا من الذي يسيطر على المنطقة". ولم توضح طالبان ما إذا كانت ستسمح للمراسلين بمرافقة مقاتلي الحركة خلال المعارك التي تدور بينهم وبين القوات الدولية والأفغانية. وفي الوقت الراهن يغطي عدد كبير من مراسلي وسائل الإعلام الغربية هذه العملية، التي أطلق عليها اسم "مشترك", عبر مرافقتهم الوحدات الأفغانية والأميركية في الميدان. وكانت قوات مشاة البحرية الأميركية "مارينز"، أول أمس الثلاثاء ، قالت إنها تمكنت من السيطرة على مقار للشرطة وسط منطقة مرجة التي كانت تعد أحد معاقل حركة طالبان، ما يعد أحد أهم أهداف الحملة العسكرية "مشترك"، التي تنفذها القوات الدولية جنوبأفغانستان. وأفاد مراسل KCNN الذي يرافق قوات مشاة البحرية الأميركية إن الجنود لم يواجهوا مقاومة تذكر من قبل مقاتلي طالبان قبل أن يستولوا على مقار الشرطة، لكن معركة بالأسلحة الخفيفة اندلعت عقب ذلك بساعات. ومطلع الأسبوع الجاري، أعلنت قوات التحالف التابعة لحلف شمال الأطلسي، أن العملية العسكرية الأكبر منذ غزو أفغانستان، لدحر طالبان من آخر المعاقل الحصينة للحركة في جنوب البلاد، تحرز "تقدماً وسط تشتت وارتباك المليشيات المسلحة". وفي الوقت ذاته، نقلت تقارير أخرى أن القنابل والشراك المفخخة التي زرعها المسلحون تعيق تقدم الهجوم العسكري الذي يهدف إلى فك سيطرة الحركة المتشددة عن منطقة مرجة في إقليم هلمند الجنوبي، في أول اختبار للإستراتيجية الأميركية الجديدة في أفغانستان لتغيير مسار الحرب القائمة منذ أكثر من ثمانية أعوام هناك. إلا أن مقتل مدنيين ، أضاف المزيد من التعقيد للحملة التي قالت القوات الدولية إنها تشنها أصلا لحماية السكان، في منطقة مرجة التي أقامت فيها طالبان حكومة ظل، ومركزاً حيوياً لتجارة الهيروين لتمويل التمرد، وفقا لمصادر قوات التحالف. إذ لقي 12 مدنيا أفغانيا، عندما ضل صاروخان أطلقتهما قوات التحالف جنوب البلاد عن أهدافهما، في وقت تواجه قوات حلف شمال الأطلسي مقاومة عنيفة من مقاتلي حركة طالبان ضمن عملية "مشترك". وعبر قائد قوة المساعدة المشتركة التابعة للحلف "إيساف" الجنرال ستانلي مكرستال عن أسفه لسقوط المدنيين، وقال "نحن آسفون حقا لهذه الخسارة في الأرواح.. لقد كان هدف العملية في إقليم هلمند هو إحلال الأمن والاستقرار.. ومن المؤسف أن يذهب الأبرياء ضحايا لذلك". وكان الصاروخان يستهدفان مجمعا للمباني يستخدمه مقاتلو طالبان، وفقا لما قاله بيان "إيساف،" الذي أشار إلى أن الصاروخين ضربا موقعا بعيدا عن الهدف بنحو 300 متر، في منطقة ند علي في إقليم هلمند، حيث تدور العملية العسكرية. يشار إلى أن ما يقرب من 15 ألفا من الجنود الأفغان والدوليين يواصلون حملة عسكرية ضخمة في هلمند لليوم الخامس على التوالي و تحديدا في مدينة مرجه للسيطرة عليها وإخراج مسلحي طالبان منها.