اعترف قائد المنطقة الوسطى في الجيش الأميركي، بشراسة المعارك في مديرية مرجة الأفغاني، ة ضد حركة طالبان، مشيرا إلى أن العمليات الجارية في المنطقة، ليست سوى البداية. وأوضح الفريق ديفد بتراوس، في لقاء تلفزيوني، أن العمليات القتالية في مديرية مرجة، بولاية هلمند في أفغانستان، تسير على ما يرام، معترفا بضراوة المقاومة من قبل مسلحي طالبان، وإن عاب عليها ما وصفه بتشتت جهودها القتالية. وهدد بتراوس الحركة بأن عملية "مشترك" الجارية في مرجة ليست سوى المرحلة الأولى من سلسلة عمليات أخرى تأتي في إطار حملة أجازها الرئيس الأميركي، باراك أوباما ، استنادا إلى توصيات قائد القوات الأميركية وحلف شمال الأطلسي (ناتو) في أفغانستان، الفريق ستانلي ماكريستال. وأضاف القائد الأميركي أن الحملة العسكرية قد تستغرق فترة تتراوح بين عام وعام ونصف، لافتا إلى أن الإدارة الأميركية أمضت العام الماضي وهي تخصص العناصر البشرية والفنية لحملة عسكرية مدنية واسعة النطاق في أفغانستان. وأشار بتراوس إلى أن الهدف الإستراتيجي من العمليات العسكرية هو حرمان حركة طالبان، والفصائل الموالية لها ، من الملاذات الآمنة والمناطق التي تحتمي بها. الخسائر البشرية من جهة أخرى، أعلنت قوات حلف الناتو العاملة في إطار القوة الدولية للمساعدة في تثبيت الأمن والاستقرار في أفغانستان (إيساف) حتى الآن، عن مقتل 14 جنديا في صفوفها في معارك مرجة التي دخلت أسبوعها الثاني. وكانت قوات الناتو قد أعلنت، في وقت سابق ، مقتل ثلاثة من جنودها بشرق وجنوب أفغانستان، في حوادث أخرى لا علاقة لها بالعمليات القتالية الجارية في مديرية مرجة. وعلى صعيد الضحايا في صفوف المدنيين، فقد أعلنت السلطات الأفغانية مقتل 15 في الهجوم على مرجة حتى الآن، علما بأن جهات ومصادر حقوقية أخرى قالت إن العدد الحقيقي يصل إلى 21 مدنيا. وفي الواقع الميداني، قالت القوات الدولية والأفغانية إنها استولت على أحد معاقل طالبان في مديرية مرجة في الوقت الذي واصلت فيه الطائرات المقاتلة وطائرات الاستطلاع بدون طيار والمروحيات التحليق فوق المنطقة. وحسب المصادر العسكرية، دخلت القوات الأفغانية والدولية إلى منطقة تبلغ مساحتها قرابة 2 كلم مربع داخل بلدة مرجة ، حيث يتحصن أكثر من 40 عنصرا من طالبان في الوقت الذي أكد فيه قائد في مشاة البحرية الأميركية أنهم يطوقون المسلحين ويضغطون عليهم من كل الجهات. وقال الملازم ، جوش ديدامز، المتحدث باسم مشاة البحرية الأميركية (المارينز) إن قوات بلاده تواصل بالتعاون مع القوات الحكومية الأفغانية التقدم وسط جيوب من المقاومة الضارية، وتعمل على تثبيت وجودها على الأرض، لافتا إلى أن مقاتلي طالبان يطلقون النار من داخل تحصيناتهم. أول حكومة تنهار بسبب الحرب على أفغانستان أكد رئيس الوزراء الهولندي، جان بيتر بالكينيندي، انسحاب قوات بلاده من أفغانستان حسب الموعد المقرر، في حين أشارت استطلاعات الرأي إلى تقدم أحزاب المعارضة التي استفادت من انهيار الحكومة على خلفية الجدل بشأن سحب القوات من ذلك البلد. ففي مقابلة تلفزيونية، قال بالكينيندي إنه بناء على أن قرار الانسحاب لم يستبدل، فإن انسحاب القوات الهولندية العاملة في إطار قوات إيساف التابعة لحلف شمال الأطلسي (ناتو) في أفغانستان، سيتم وفقا للموعد المقرر له في غشت المقبل. واعتبر رئيس الوزراء الهولندي ، أن قرار سحب القوات سيؤثر على السمعة الدولية لهولندا ، لكونها الدولة الأوروبية الأولى والوحيدة التي تنهي مساهمتها في أفغانستان. وكان حلف الناتو قد طلب من الحكومة الهولندية تمديد مهمة قواتها المرابطة بولاية أوروزغان مدة إضافية، لكن خلافا كبيرا وقع في صفوف الائتلاف الحاكم بشأن قرار التمديد الذي رفضه حزب العمل وانسحب من الحكومة، مما أدى إلى انهيارها، يوم الأحد الماضي، لتكون أول حكومة أوروبية تنهار بسبب الحرب على أفغانستان.