يتوقع مسؤولون بوزارة الدفاع البريطانية مواجهة صيف دام في ولاية هلمند الأفغانية، في ظل تركيز مقاتلي حركة «طالبان» هجماتهم ضد القوات الأجنبية في الولاية. هجمات «طالبان» الدامية نسبت صحيفة« ديلي تلغراف» البريطانية لمسؤولين كبار بوزارة الدفاع قولهم إن القوات الأجنبية المتمركزة في ولاية هلمند واجهت هجمات مركزة دامية من جانب مقاتلي «طالبان» والفصائل الأخرى، وإنهم يتوقعون مواجهة الأسوأ في الفترة القادمة. وكشفت وثائق صادرة عن الوزراة أن هجمات المسلحين في أفغانستان زادت بنسبة 73% وأن عدد القتلى في صفوف قوات التحالف زاد بنسبة 78% مقارنة مع بيانات العام الماضي. وأظهرت الأرقام الرسمية أن موجات العنف في الولاية المضطربة تزيد بمقدار ثلاثة أضعاف عنها في أي منطقة أخرى في أفغانستان، موضحة أن «طالبان» تشن يوميا ما معدله 12 هجوما، مقارنة مع أربعة هجومات في ولاية قندهار المجاورة، وأقل من ذلك في العاصمة كابل. وقال مسؤول عسكري بريطاني كبير إن "طالبان باتت تركز من جهدها العسكري في هلمند"، مضيفا أنه "نظرا لشدة الحملة المضادة من قوات التمرد" فإن وزارة الدفاع البريطانية ترحب بنشر واشنطن قوات أميركية إضافية في الولاية قوامها 12 ألفا. وارتفع عدد القتلى بين الجنود البريطانيين إلى 12 في الشهر الماضي، ليصل عدد قتلى الجنود البريطانيين في أفغانستان إلى 166 جنديا منذ عام 2002. وقال ضابط بريطاني على وشك التوجه إلى أفغانستان، "إننا نعد أنفسنا لمواجهة تهديدات طالبان"، مؤكدا أن القوات البريطانية ليست كبيرة بما يكفي لمواجهة تهديدات الحركة المتزايدة. وقالت الصحيفة إن ثمة شعورا متزايدا يسري بين الجنود البريطانيين بأنه إزاء تفاقم الوضع الاقتصادي في البلاد فإن الحكومة قد تحاول تقليص عدد القوات البريطانية في أفغانستان. وفي واشنطن، صرح قائد القيادة الوسطى الأميركية، الجنرال ديفد بتراوس، بقوله إن "هناك أوقاتا عصيبة قادمة" في أفغانستان في ظل تدهور الأوضاع الأمنية في البلاد خلال العامين الماضيين. وأشارت الصحيفة إلى أن أرقام وزارة الدفاع مأخوذة من وثائق سرية لحلف شمال الأطلسي )ناتو)، وأن العبوات الناسفة التي يستخدمها مقاتلو «طالبان» حصدت عشرات الجنود الأميركيين الشهر الجاري، مضيفة أن موجات العنف تزايدت بنسبة 90% في الأشهر ال12 الماضية. طلب المزيد من القوات من جانبها ، ذكرت صحيفة« تايمز» البريطانية أن واشنطن تطالب بمزيد من القوات البريطانية في أفغانستان . ونسبت« تايمز» إلى قائد العمليات الأميركية الخاصة، الجنرال ستانلي ماكريستال، الذي يتولى قيادة قوات الناتو في أفغانستان، قوله الاثنين الماضي إنه بحاجة إلى مزيد من القوات البريطانية لمواجهة قوات «طالبان» هناك. يذكر أن رئيس الوزراء البريطاني، غوردون براون، رفض مؤخرا خطة لإرسال ألفي جندي بريطاني إلى هلمند، معارضا بذلك توصيات قائد الجيش ووزير الدفاع، في ظل الأوضاع الاقتصادية التي تشهدها بريطانيا.