أكدت حركة طالبان مجددا، أمس الاثنين، عزمها على البقاء والقتال في وقت أعلنت القوات الأفغانية، ومنذ عدة أيام، عن هجوم وشيك على معاقل طالبان في جنوبأفغانستان.وأوضح يوسف أحمدي، المتحدث باسم طالبان في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس من مكان مجهول أن طالبان تفضل البقاء والقتال. وأعلنت السلطات الأفغانية والقوة الدولية التابعة للحلف الأطلسي (ايساف) والجيش الأميركي، الذي يشكل عماد القوة الأطلسية، منذ أيام أنها تستعد لشن هجوم واسع النطاق على منطقة المرجه في ولاية هلمند، ابرز معاقل المتمردين الإسلاميين في الجنوب. وقدرت مصادر عسكرية أن الهجوم لن يبدأ قبل نهاية الأسبوع على الأقل. وقال أحمدي إن القوات الأفغانية والأجنبية وصلت إلى منطقة المرجه، غير أن مقاتلينا موجودون أيضا فيها ويطلقون القذائف عليهم. واخترقت قوات أميركية وبريطانية خاصة بلدة "المرجة" المعقل القوي لحركة طالبان في هلمند، لتصفية قيادات الحركة قبيل تدشين أكبر عملية عسكرية منذ الغزو الأميركي في 2001، لاجتثاث مقاتلي الحركة من المنطقة الوحيدة المتبقية تحت سيطرة طالبان في الإقليم الجنوبي، وتعد مركزاً لصناعة المخدرات والقنابل والانتحاريين. وأوردت صحيفة "التايمز" البريطانية عن مصادر عسكرية أن قوة خاصة مشتركة تسللت إلى البلدة لتنفيذ مهام لاغتيال زعماء طالبان بهدف تشتيت وإرباك الحركة. وفي تقليد عسكري غير مألوف، أعلنت قيادات الجيش الأميركي والبريطاني والأفغاني عن استعدادات عسكرية ضخمة لشن الحملة التي أطلق عليها "العملية المشتركة" لاقتحام البلدة، في حملة عسكرية هي الأكبر منذ وضع قائد القوات الأميركية، الجنرال ستانلي ماكريستال، إستراتيجية للتصدي للمسلحين، مدعومة بقرار الرئيس الأميركي، باراك أوباما، إرسال 30 ألف جندي إضافي إلى أفغانستان. وقال وزير الدفاع البريطاني بوب انسورث أنه من المنتظر أن تشارك القوات البريطانية في واحدة من أكبر العمليات العسكرية في أفغانستان والتي أطلق عليها اسم (مشترك). وأوضح انسورث, في حديث لهيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي), أن هذه العملية تعتبر واحدة من العمليات العسكرية التي تخوضها قوات التحالف ضد حركة (طالبان) في أفغانستان لطرد عناصرها من مدينة (مرجا) التابعة لإقليم هلمند. وأضاف أن العملية العسكرية الجديدة تعد عملية تطهير شامل لمعاقل الحركة داخل هذه المدينة والمناطق المحيطة بها, مشيرا إلى أنها لن تكون سهلة كما يتوقع البعض ولن تنجح بدون وقوع ضحايا في صفوف القوات المشاركة البريطانية والأميركية والأفغانية. ويعتقد بتمركز قرابة ألف من مقاتلي الحركة، معظمهم من الأفغان إلى جانب بعض المقاتلين الأجانب، في "مرجة" المنطقة الوحيدة المتبقية في قبضة طالبان والمقر الرئيسي لإنتاج المتفجرات والهيروين ونقطة انطلاق منفذي الهجمات الانتحارية. وأوضحت مصادر عسكرية أن الإعلان عن الحملة العسكرية يدخل في إطار إستراتيجية الحرب النفسية لإرهاب طالبان ودفعها إلى إلقاء السلاح أو الهرب من المنطقة. إلا أن للخطوة مخاطرها الهائلة إذ يتيح إلغاء عامل المفاجأة للمسلحين الوقت الاستعداد وتعزيز دفاعاتهم استباقاً للهجوم، وهي منطقة قال مصدر عسكري إن طبيعتها الجغرافية تجعل الدفاع عنها أمراً سهلاً. وأبدت طالبان، وعلى لسان أحد قادتها، مولاي عبد الغفار، استعدادها للتصدي للهجوم. وفي تحد قال القائد العسكري الذي يتولى قيادة 120 مقاتلاً لدخول غمار ما أسماه "الدائرة الأولى للمعركة "لدينا خبراء ومقاتلون شجعان حاربوا وقتلوا الكفرة". ويقول التقرير إن النجاح في "مرجة" لن يحدد الجهة المنتصرة في المعركة، ويسلم القادة العسكريون أن الفوز في الحرب الدائرة منذ ثماني سنوات في أفغانستان سيكون نصراً سياسياً، وليس عسكرياً. ولفت قادة عسكريون إلى خطورة العملية الرامية ل"قصم ظهر" طالبان، وحذروا من أن حجم الخسائر فيها قد يفوق أي عمليات عسكرية أخرى شهدتها أفغانستان، خلال السنوات الثماني الماضية، وطالبوا بتهيئة الرأي العام البريطاني، علماً أن أكثر من 4 آلاف جندي بريطاني سيشاركون في الحملة.