أصبح شهر يوليوز 2009 أكثر الشهور الدموية للقوات البريطانية المشارِكة في العمليات العسكرية في أفغانستان؛ إذ منذ بداية الشهر الجاري وحتى الآن قُتِلَ 15 جنديًّا بريطانيًّا، سقط معظمهم خلال عملية مخلب النمر الجارية في مقاطعة هلمند. وكان أكثر الشهور الدامية للقوات البريطانية في أفغانستان شهر ديسمبر من عام 2006م، والذي شهد مقتل 19 جنديًّا، سقط منهم 14 جنديًّا في حادثة واحدة، وذلك عندما تحطَّمت بهم طائرة نقل عسكرية تابعة للقوات الجوية البريطانية بالقرب من قندهار. وجاءت الزيادة المفاجئة في عدد القتلى البريطانيين؛ لتشكِّل صرخةً في بريطانيا بشأن المهمة التي تقوم بها القوات البريطانية في أفغانستان، وما إذا كانت ستنجح أم لا، حيث اعترفت قوات الاحتلال البريطاني بسقوط طائرة حربية في إقليم هلمند جنوبأفغانستان ومقتل اثنين من طاقمها، فيما تبنَّى مقاتلو طالبان المسؤولية عن إسقاطها. وأكد متحدث باسم جيش الاحتلال في هلمند، وهو جزءٌ من القوة التي يقودها حلف شمال الأطلسي، الحادث، لكنه لم يذكر تفصيلات بشأن سببه أو عدد الضحايا، فيما أشارت مصادر إعلامية أن اثنين من طاقم الطائرة قُتلا في الحادث، وأضاف أن تحقيقًا بدأ لتحديد سبب تحطُّم الطائرة في منطقة سانجين. وكان رئيس هيئة الأركان البريطاني المارشال جوك ستراب صرَّح في وقت سابق بأن 15 جنديًّا قُتلوا خلال المعارك الأخيرة في أفغانستان، من بينهم 8 قتلوا في ظرف 24 ساعة، إلى جانب تأكيد مقتل ما لا يقل عن 197 عنصرًا من عناصر حركة طالبان. وأضاف أن الخسائر في صفوف القوات البريطانية- وهي محزنة- تظلُّ قليلةً، مقارنةً بالخسائر في صفوف العدو، على حدِّ زعمه. وقال ستراب إن الحكومة البريطانية تريد من الشعب أن يعرف أن التضحيات تستحق ما تقدم لأجله، موضحًا أن ما تقوم به القوات البريطانية هو جزءٌ من عملية عسكرية؛ ما يعني أن هناك معارك، وبالتالي فإنه يتحتَّم سقوط قتلى ووقوع خسائر في صفوف المقاتلين من الجانبين. وكانت القوات البريطانية قد تعرَّضت لانتقادات بخصوص استخدام المركبات التي لا يمكنها الصمود في مواجهة الألغام والعبوات الناسفة. وأوضح ستراب أن القوات البريطانية تنفِّذ مهمةً تجبر عناصرها على التحرك دون إمكانية استخدام عربات مصفَّحة، لكنه اعترف أنه رغم قيام القوات بتحديث معداتها إلا أن تلك المعدات الحديثة تأخرت ولم يتم تسليمها لها بعد. يشار إلى أن إجمالي الخسائر في صفوف القوات البريطانية في أفغانستان تجاوز نظيره في العراق، وذكرت وزارة الدفاع البريطانية أن إجمالي خسائر الحرب في أفغانستان بلغ 184 جنديًّا مقابل 179 في العراق. من جهته رفض وزير الدفاع البريطاني بوب آينزويرث الاتهام بأن الجنود البريطانيين يُقتلون في أفغانستان من دون داع؛ وذلك بسبب عدم وجود طائرات مروحية مقاتلة كافية بين أيدي القوات البريطانية. وقال في كلمة له الاثنين الماضي أمام مجلس العموم إن القتال في هلمند بأفغانستان يقتضي الدخول في معارك مشاة، ولا يمكن تنفيذها من وراء مركبات مصفَّحة ولا باستخدام طائرات مروحية.