قال وزير الدفاع الأميركي، روبرت غيتس، إن قرار زيادة قوات بلاده في أفغانستان، لن ينتظر حل أزمة الانتخابات الرئاسية في هذا البلد، لأن ذلك في نظره قد يستغرق شهورا، في حين قال متحدث باسم الرئيس الأفغاني، حامد كرزاي، لوكالة الأنباء الفرنسية، إن الرئيس سيقبل بالنتائج النهائية التي ستعلنها اللجنة المستقلة للانتخابات. ووصف غيتس ذالذي كان يتحدث للصحفيين على متن الطائرة في طريقه إلى العاصمة اليابانية، طوكيو- الوضع في أفغانستان بأنه "ينتقل من طور إلى آخر، ولن يتحسن تحسنا كبيرا بين عشية وضحاها". وقال غيتس إنه على يقين أن القوات الأميركية وقوات حلف شمال الأطلسي (ناتو) يمكنها توفير الأمن لجولة إعادة لانتخابات الرئاسية إذا تقرر إجراؤها، مضيفا أن سوء الأحوال الجوية الشتوية قد يمنع الأفغان من الخروج إلى مراكز الاقتراع. وأضاف المسؤول الأميركي أن تعثر الإعلان عن نتائج الانتخابات "زاد من تعقيد الوضع" في أفغانستان، وأن تجاوز التوتر السياسي في هذا البلد "سيأخذ وقتا". وتختلف تصريحات غيتس عما قاله كبير موظفي البيت الأبيض، رام إيمانويل، حين صرح بأن قرار الرئيس باراك أوباما بشأن زيادة القوات، لا بد أن ينتظر تشكيل حكومة "ذات مصداقية" في أفغانستان. كما أن رئيس لجنة العلاقات الخارجية بالكونغرس، السناتور الديمقراطي جون كيري، صرح في وقت سابق أنه "من غير اللائق" أن يقرر أوباما زيادة القوات قبل تشكيل الحكومة الأفغانية. وفي العاصمة الأفغانية، كابول، قال المتحدث باسم الرئيس الأفغاني، إن الأخير سيقبل بالنتائج النهائية التي ستعلنها اللجنة المستقلة للانتخابات بعد أن تنظر في التقرير الذي أنهته لجنة التحقيق في شكاوى التزوير. وأضاف وحيد عمر في تصريح لوكالة الأنباء الفرنسية "علينا أن ننتظر الإعلان النهائي للنتائج عبر القناة القانونية، التي هي اللجنة المستقلة للانتخابات". واعتبر المسؤول الأفغاني أنه من السابق لأوانه الحديث عن جولة إعادة ما لم تعلن اللجنة المستقلة النتائج النهائية، وقال "لم تعرف النتائج بعد، ولم يعرف الفائز" مشيرا إلى أن الحديث عن جولة إعادة "كلام صحف حتى الآن". وقالت مصادر مقربة من لجنة التحقيق ذالتي تدعمها الأممالمتحدة- إنه بعد إلغاء نتائج 210 مراكز اقتراع , انخفضت نسبة الأصوات التي حصل عليها كرزاي إلى 48%، وهو ما يعني ضرورة إجراء جولة ثانية بينه وبين منافسه الرئيسي وزير الخارجية السابق، عبد الله عبد الله. وقد منحت النتائج الأولية كرزاي 54% من الأصوات، لكن اتهامات بوقوع عمليات تزوير واسعة النطاق أخرت الحسم بالنتيجة النهائية، وقد ألغت لجنة التحقيق في شكاوى التزوير نتائج 210 مراكز، مؤكدة أنها وجدت "أدلة واضحة ومقنعة على وقوع تزوير" بمراكز الاقتراع الذي جرى يوم 20 غشت الماضي. وفي السياق ذاته، نقلت وكالة رويترز عما سمتها "مصادر غربية" قولها إن كرزاي أشار في اجتماعات خاصة هذا الأسبوع , إلى أنه لا يمانع في إجراء جولة إعادة، لكنه لم يلتزم بجدول زمني معين لذلك. وكانت وزيرة الخارجية الأميركية ، هيلاري كلينتون، عبرت عن تفاؤلها بالطريقة التي تجري بها الأمور في موضوع الانتخابات الرئاسية الأفغانية. وأوضحت كلينتون أنها تعتقد أنه من الممكن إجراء جولة ثانية للانتخابات، قبل فصل الشتاء, مشيرة إلى أنه إذا لم تحسم الانتخابات في الشتاء ، فسيؤدي ذلك إلى امتداد فترة عدم الاستقرار السياسي في البلاد.