شددت الولاياتالمتحدة على ضرورة تشديد الرقابة على عقود المساعدات المقدمة لأفغانستان, وسط استمرار أعمال العنف في أنحاء متفرقة من البلاد, كان أبرزها انفجار قوي هز العاصمة كابول، وأوقع عددا من الجرحى. وقال وزير الدفاع الأميركي، روبرت غيتس، إن الهدف من تشديد عقود المساعدات هو كبح الفساد المتفشي في أفغانستان. وأضاف غيتس، في تصريحات خلال زيارته لكندا ، أن "الحقيقة أن الوجود الدولي في أفغانستان وفر تدفقا كبيرا لأموال المساعدات في شكل عقود"، معربا عن اعتقاده بأن "المكان الذي نبدأ منه هو المكان الذي نملك فيه أكبر تأثير، وهو المكان الذي نكتب فيه الشيكات". وبالنسبة لملف تقليص القوات في أفغانستان, قال غيتس إن واشنطن قد تحذو في ذلك حذو النموذج العراقي، لكنه لم يحدد موعدا لذلك, موضحا أن "التوقيت على وجه الدقة بشأن ذلك يتوقف بشكل واضح بقدر كبير على الأوضاع على الأرض". وأضاف أنه حتى بعد الانسحاب العسكري، فإن واشنطن وحلفاءها سيواصلون الاحتفاظ بوجود مدني قوي في أفغانستان "لتطوير الحكم واقتصادها على المدى البعيد". وكان الرئيس الأفغاني، حامد كرزاي، الذي أدى اليمين الدستورية الخميس الماضي، لفترة رئاسية ثانية، وعد بمكافحة الفساد والسيطرة على الأمن في غضون السنوات الخمس المقبلة. من جهة أخرى، أعلن المتحدث باسم البيت الأبيض، روبرت غيبس، أن قرار الإستراتيجية الجديدةبأفغانستان المتمثل في زيادة القوات العسكرية، لن يصدر قبل الخميس المقبل, أي أنه سيؤجل إلى ما بعد عيد الشكر. من جانبها ، وصفت رئيسة مجلس النواب الأميركي الديمقراطية، نانسي بيلوسي، الرئيس كرزاي بأنه "شريك عديم القيمة", واعتبرت أنه لا يستحق الحصول على زيادة كبيرة سواء في عدد القوات الأميركية أو المساعدات المدنية. أما وزير الخارجية البريطاني، فقال إن الحكومة الأفغانية ستسقط إذا انسحبت قوات حلف شمال الأطلسي (ناتو) من البلاد. وقال ديفيد ميليباند، في ختام زيارة لكابول، شارك فيها في حفل تنصيب كرزاي "إذا انسحبت القوات الأجنبية فإن قوات المتمردين ستجتاح تلك القوات المستعدة لإبداء مقاومة وسنعود من حيث بدأنا". وأضاف ميليباند في تصريحات لصحيفة« ذي غارديان» "ما علينا فعله هو أن نوضح للناس أن تكاليف البقاء حقيقية, لكنها أقل من تكاليف الانسحاب", مشددا على ضرورة استمرار التدخل الغربي في أفغانستان حتى اكتمال السيطرة الأفغانية على الأوضاع. في هذه الأثناء ; تولى حلف الأطلسي قيادة تدريب الجيش الأفغاني والشرطة, في إطار الجهود الرامية إلى تجهيز قوى أمن فعالة. وقال قادة عسكريون إن بعثة التدريب الأميركية الحالية والمسؤولة حتى الآن عن معظم عمليات التدريب، ستندمج مع بعثة تدريب الناتو. وأضاف القادة أن هذه الخطوة ستشجع على إرسال المزيد من المدربين التابعين للحلف إلى أفغانستان للمساعدة في الإسراع بزيادة أعداد القوات المحلية. وفي موضوع ذي صلة، كشف مسؤولون أمنيون أفغان عن خطة وضعها حلف الناتو لزيادة عدد قوات الشرطة والجيش الأفغانيين إلى 400 ألف جندي. وقال وزير الدفاع الأفغاني، عبد الرحيم وردك، إن الحكومة تعتزم زيادة حجم قوات الجيش من 134 ألف جندي إلى 240 ألفا. أما وزير الداخلية، محمد حنيف أتمار، فقال إن حكومته تسعى لزيادة حجم قوات الشرطة من 82 ألفا إلى 160 ألفا. وينتشر نحو 110 آلاف جندي أجنبي في أفغانستان، منهم 68 ألف أميركي يقاتلون حركة طالبان التي وسعت عملياتها من جنوب وشرق البلاد إلى مناطق كانت هادئة في السابق.