وعد وزير الدفاع الاميركي ، روبرت غيتس ، الذي وصل الى افغانستان في زيارة مفاجئة, بارسال سبعة الاف الى ثمانية الاف جندي اضافي الى هذا البلد ، بحلول الصيف ، لمحاربة «طالبان» الذين يكثفون انشطتهم اكثر فاكثر، الى درجة اعلنت معها واشنطن بدء مراجعة استراتيجيتها وارسال تعزيزات. وصرح غيتس لصحافيين ، في الطائرة التي اقلته الى قندهار، القاعدة العسكرية الرئيسية في جنوبافغانستان ، ""سنسعى الى ارسال لواءين اضافيين الى افغانستان قبل الصيف. لا نعلم في الوقت الحاضر متى سيتعين ارسال قوات اخرى"". وسيضاف اللواءان الى اللواء الذي سينتشر ، في يناير المقبل ، بالولايات المجاورة لكابول. ويعد اللواء قرابة اربعة الاف جندي. وكان قائد القوات الدولية في افغانستان ، الجنرال الاميركي ديفيد ماكيرنن ، طلب ارسال اربعة الوية، وعناصر دعم مختلفة, ما مجموعه حوالى عشرين الف عنصر. لكن روبرت غيتس حذر من ارسال عدد كبير جدا من الجنود الى بلد يشهد حروبا اهلية ، وحركات مقاومة ضد القوات الاجنبية منذ30 عاما. وقال وزير الدفاع الاميركي ان ""تاريخ القوات الاجنبية في افغانستان ليس على جانب كبير من الايجابية: فالافغان اعتبروها قوات محتلة جاءت من اجل مصلحتها الخاصة"". واضاف ان ""السوفيات لم يتمكنوا من الفوز في افغانستان مع120 الف رجل فيما لم يعيروا اهتماما للاضرار الجانبية"". واكد غيتس التوافق على الاسراع في اعداد الجيش الافغاني، قائلا ""انها بلادهم ومعركتهم ومستقبلهم"". وحتى الان منعت الحرب في العراق بشكل خاص نشر قوات جديدة في افغانستان. لكن الامور تغيرت مع تحسن الوضع الامني ، والتوقيع مؤخرا على اتفاق مع بغداد يقضي بانسحاب القوات القتالية الاميركية من المدن العراقية الكبرى ، بحلول يونيو2009 ، ومن البلاد بحلول2011 . ولفت غيتس الى ان شهر يونيو ""سيسجل فعلا تحولا مهما للمهمة"" في العراق. وكان الرئيس جورج بوش عين ، اواخر2006 غيتس ، الذي كان مديرا سابقا لوكالة الاستخبارات المركزية (سي آي ايه) على رأس وزارة الدفاع ، ثم ابقاه في هذا المنصب الرئيس المنتخب باراك اوباما ، الذي سيتولى مهامه رسميا ، يوم20 يناير المقبل، مع حكومته الجديدة. ويخوض «طالبان» حركة قتال دامية منذ ان طردهم من الحكم في كابول، اواخر2001 ، تحالف دولي بقيادة الولاياتالمتحدة. وتكثفت اعمال القتال منذ سنتين ، بالرغم من وجود نحو سبعين الف جندي في اطار قوتين دوليتين، احداهما بقيادة الحلف الاطلسي والاخرى بقيادة اميركية (عملية الحرية الدائمة).