يظهر ان الرئيس الامريكي الجديد لم يتعلم شيئا من الدروس المرة التي تلقتها كل الدول الاجنبية التي حاولت احتلال أفغانستان والتي اضطرت في النهاية الى الانسحاب والهزيمة تطاردها. فقد أقر الرئيس الأمريكي باراك أوباما بعد شهر تقريبا من توليه السلطة رسميا إرسال 17 ألف جندي إضافي إلى أفغانستان من أجل تحقيق الاستقرار هناك. وكان أوباما قد تعهد خلال حملته الانتخابية بسحب القوات الأمريكية المقاتلة من العراق في غضون 16 شهرا، وفي المقابل إرسال آلاف من الجنود الإضافيين إلى أفغانستان، والتي قال إنها الجبهة الرئيسية في الحرب الأمريكية على ما يسمى بالإرهاب. وقال المتحدث باسم البيت الأبيض روبرت غيتس إن أوباما وقع في وقت متأخر من مساء الثلاثاء على قرار بإرسال هذه القوات الإضافية إلى أفغانستان بحلول الصيف المقبل. وقال أوباما في بيان مكتوب إن قرار زيادة عدد القوات الأمريكية في أفغانستان ضروري، وجاء بناء على توصيات وزير الدفاع روبرت غيتس، من أجل استقرار أفغانستان الذي لم يحظ بالأهمية الإستراتيجية والموارد التي يتطلبها الوضع على وجه الاستعجال. ومن المقرر أن تتجه هذه الزيادة في القوات إلى جنوبأفغانستان، وبالقرب من الحدود مع باكستان. وتنشر الولاياتالمتحدة حاليا 38 ألف جندي في أفغانستان، وسيرتفع هذا العدد إلى 60 ألفا خلال الأشهر المقبلة. وتأتي هذه التطورات بعد أن أمر الرئيس الأمريكي بتشكيل عدة لجان من أجل مراجعة السياسات الأمريكية في أفغانستان قبل قمة حلف شمال الأطلسي الناتو المقررة في أبريل المقبل. وكان القائد العسكري الأمريكي في أفغانستان، الجنرال ديفيد ماكيرنان، قد طلب تعزيزات جديدة ب 30 ألف جندي إضافي.