اتهم الرئيس الأفغاني، حامد كرزاي، جهات خارجية، لم يسمها، بتأجيج أعمال العنف في بلاده, في حين ذكرت تقارير إعلامية أن الرئيس الأميركي باراك أوباما وافق على زيادة عدد القوات الأميركية في أفغانستان. وقال كرزاي إن مروحيات مجهولة تنقل مسلحين إلى بعض ولايات الشمال والشمال الشرقي، مؤكدا أن "مروحيات تهبط ليلا ، وبشكل خاص في ولايات بغلان، وقندز، وسمنغان، وعلى متنها مقاتلون مجهولون". وأضاف الرئيس الأفغاني أن حكومته تلقت "تقارير موثوق بها" بهذا الشأن، مشيرا إلى أن هناك بعض "التحركات المريبة" شمال شرق أفغانستان. وفي السياق ذاته ذكرمراسل« الجزيرة»، أحمد بركات، أن مسلحي حركة طالبان باتوا يجوبون بعض الولايات القريبة من العاصمة كابول، في تحد واضح للحكومة الأفغانية. وقال القائد الميداني في طالبان ورئيس محاكم وردك، محمد نافع ، في تصريح, إن مسلحي الحركة يقومون بدوريات ليلية وحراسات، وأضاف أن عمليات الدهم التي تعلن القوات الأفغانية والدولية من حين لآخر تنفيذها لا أثر لها على المسلحين "بل تلحق الضرر بالمدنيين فقط". من جهة أخرى، نقلت صحيفة« واشنطن بوست» عن مصادر في وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) قولها إن الرئيس باراك أوباما وافق على إرسال قوات إضافية إلى أفغانستان قوامها 13 ألف جندي من أصل 21 ألفا كان قد أعلن في مارس الماضي أنه سيرسلهم إلى هناك. وأضافت الصحيفة أن هذه القوات هي في الأساس "قوات دعم"، وأنها تضم مهندسين وطواقم طبية وخبراء في الاستخبارات والشرطة العسكرية. ويرفع هذا العدد إجمالي القوات التي وافق أوباما على زيادتها في أفغانستان إلى 34 ألفا، في وقت طالب فيه قائد القوات الأميركية وقوات حلف شمال الأطلسي (الناتو) في أفغانستان الجنرال ستانلي ماكريستال بإرسال مزيد من القوات. وعلى المستوى السياسي، أبدى المرشح الخاسر في الانتخابات الرئاسية الأفغانية ووزير الخارجية السابق، عبد الله عبد الله، استعداده للقبول بحكومة وحدة وطنية مع كرزاي للخروج من أزمة الانتخابات. كما قدم أحد أعضاء لجنة الشكاوى المختصة بالنظر في الطعون بشأن تزوير الانتخابات، استقالته من اللجنة احتجاجا على ما وصفه بتدخل الأجانب في شؤونها وتهميش دور الأفغان. وارتباطا بالموضوع، أعلن مسؤولون في اللجنة أنها ستعلن نتائج تحرياتها في غضون أيام، بعد أن كانت اللجنة العليا للانتخابات قد أمرت في وقت سابق بإعادة فرز نحو ربع الأصوات المعبر عنها في الاقتراع الذي جرى يوم 20 غشت الماضي. وتأتي هذه التطورات بعد أن اعترف مبعوث الأممالمتحدة في أفغانستان، كاي إيدي، بحدوث عمليات "تزوير واسعة" في الانتخابات، لكنه رفض إعطاء تفاصيل أو إلقاء اللوم على أي جهة. وأكد إيدي في مؤتمر صحفي أن ما يمكن له قوله في الوقت الحالي هو أنه حدث تزوير واسع أثناء الانتخابات، لكنه لا يستطيع تقديم دلائل على ذلك حاليا. وأعطت النتائج المبدئية حامد كرزاي 54.6% من الأصوات، وإذا قلل التحقيق في مزاعم التزوير حصته من الأصوات إلى أقل من 50% فإنه سيواجه جولة إعادة أمام منافسه الرئيسي عبد الله عبد الله.