يعرض الرئيس الأفغاني، حميد كرزاي، الذي أعيد انتخابه لولاية ثانية من خمس سنوات، اثر انتخابات سادتها الفوضى وأعمال التزوير, تشكيلة قسم من حكومته الجديدة، اليوم الثلاثاء، على البرلمان, كما أعلن الناطق باسمه أمس الاثنين.وقال سياماك هراوي أحد المتحدثين باسم الرئاسة الأفغانية لوكالة فرانس برس، إن "الرئيس ينوي عرض بعض أعضاء تشكيلة الحكومة الجديدة على البرلمان اليوم الثلاثاء". وأضاف "سيجري الإعلان على الأرجح عن قسم كبير من وزراء الحكومة المقبلة, معظمهم". وأعيد انتخاب كرزاي بنتيجة انتخابات رئاسية شهدت أعمال تزوير كثيفة لصالحه في الدورة الأولى، التي جرت في 20 غشت. ومنذ ذلك الحين يخضع لضغط المجموعة الدولية لمحاربة الفساد المستشري في البلاد كي يشكل حكومة فعالة في مجال مكافحة تمرد حركة طالبان. وحذرت واشنطن, التي قررت نشر30 ألف عنصر إضافي في أفغانستان, من أن المساعدة المالية الأميركية أصبحت الآن مشروطة بجهود مكافحة الفساد. كما اقترحت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون على الرئيس كرزاي نهاية نوفمبر تعيين وزراء حسب خبرتهم وليس من زعماء الحرب. ويفترض أن يمنح البرلمان الثقة للحكومة عبر تصويت قبل أن تتمكن من بدء عملها. من جهة أخرى، طلب الرئيس الأفغاني حميد كرزاي، خلال مقابلة مع شبكة "سي ان ان" الأميركية، من الدول الغربية دعمه في سعيه إلى "التفاوض" مع الملا عمر لإحلال السلام في أفغانستان. وقال كرزاي "في الوقت الذي نكافح الإرهاب علينا أيضا أن نتفاوض وان نجد حلولا سلمية"، مشددا على أن المجتمع الدولي يجب أن "يفهم" المشكلة المتعلقة بزعيم حركة طالبان. وكان الملا عمر رفض مجددا اليد الممدودة إليه من الرئيس الأفغاني وكذلك فكرة إجراء أي مفاوضات مع السلطات، في رسالة نشرت في 25 نوفمبر بمناسبة عيد الأضحى. وقال الملا عمر في رسالته إن "المحتلين لا يريدون مفاوضات تهدف إلى ضمان استقلال أفغانستان وإنهاء اجتياحهم بل يريدون فقط إطالة أمد احتلالهم الشيطاني". وأكد كرزاي مجددا انه ما يزال يأمل بالتفاوض مع زعيم طالبان. وقال "أريد التفاوض معه بشرط أن ينبذ العنف وإذا قطعت جميع الصلات مع تنظيم القاعدة والشبكات الإرهابية، وأيضا وخصوصا إذا دعمتنا الولاياتالمتحدة وباقي الحلفاء في هذا الأمر ورأوا انه ضروري". والملا عمر (50 عاما) الفار منذ 2001 هو زعيم المسلحين الإسلاميين الذين حكموا أفغانستان من سبتمبر 1996 حتى نوفمبر2001 عبر تطبيق متشدد للشريعة الإسلامية. من جهة أخرى، كشفت القوات الدولية المساهمة في إرساء الأمن في أفغانستان (إيساف) أن عدد الجنود الأميركيين الذين لقوا حتفهم في أفغانستان ارتفع إلى 301 جندي إثر مقتل يوم أمس جندي أميركي تابع لقوات الايساف، يقودها حلف الشمال الأطلسي "الناتو". وذكرت تقارير إعلامية أن هذا الإعلان جاء غداة قرار الرئيس الأميركي باراك أوباما القاضي بإرسال تعزيزات أمنية إلى أفغانستان والتي تتضمن 30 ألف جندي إضافي. وقالت (إيساف) التي يقودها الناتو في أفغانستان أن جنديا أميركيا ضمن قواتها قتل إثر انفجار عبوة يدوية الصنع زرعت على إحدى الطرق شرق أفغانستان. وبذلك يرتفع عدد الجنود الأميركيين الذين لقوا حتفهن في أفغانستان منذ بداية السنة الجارية إلى 301 جندي قتيل. وتجاوز هذا العدد عدد القتلى الذين سقطوا سنة 2008 والتي سجلت مقتل 295 جنديا أجنبيا في أفغانستان منهم 155 أميركيا. وكان الرئيس أوباما قد أعلن عن إستراتيجية بلاده الجديدة في المنطقة والتي ترتكز أساسا على إرسال 30 ألف جندي إضافي باسم "المصلحة القومية الحيوية" للولايات المتحدة مقرا في الوقت نفسه بأن حركة طالبان المسلحة و المتمردة على الحكومة الأفغانية "حققت من جانبها تقدما". و ينتشر نحو 113 ألف جندي أجنبي بينهم 71 ألف أميركي في أفغانستان حيث تبين أن السنة الجارية هي الأكثر دموية منذ الإطاحة بنظام طالبان في كابول نهاية 2001 سواء بين حيث المدنيين أو القوات الأفغانية والدولية.