أعلنت وزارة الدفاع البريطانية في لندن، أمس الأربعاء، أن خمسة جنود بريطانيين لقوا حتفهم في حادث منفرد بإقليم هلمند في جنوبأفغانستان حيث يبدو أن رجال شرطة أفغان كانوا يقومون بتدريبه هو الذي أطلق النار عليهم.وأفادت تقارير أن ستة جنود بريطانيين آخرين أصيبوا في الحادث. وأعرب رئيس الوزراء البريطاني غوردون براون عن تعازيه في وفاة الجنود ووصفها ب (الخسارة الفادحة). وتوفى الجنود متاثرين بجراحهم، جراء طلقات الرصاص التي أصيبوا بها في هجوم وقع في منطقة ناد العلى. ونقلت تقارير عن المتحدث باسم القوات الدولية في إقليم هلمند القول إن الجنود كانوا في نقطة تفتيش وقت الحادث وأن رجل شرطة أفغاني أطلق الرصاص عليهم. وقام البريطانيون بتدريب أفراد الشرطة الأفغانية في ما وصف ب(المجمع الأمن) عندما وقعت الحادثة. وأشار المتحدث باسم القوات الدولية في هلمند إلي أنه يجرى التحقيق في الحادث. وهناك شبهات من أن الرجل الذي أطلق النيران على الجنود قد يكون أحد أنصار طالبان أو أنه يشعر بظلم شخصي. وبهذه الحادثة يبلغ عدد القتلى في صفوف القوات البريطانية في إقليم هلمند 229 جنديا منذ عام 2001. من جهة أخرى، حث الرئيس الأميركي باراك أوباما والزعماء الأوروبيون الرئيس الأفغاني حامد كرزاي على تركيز جهوده على تحقيق الحكم الرشيد وتذليل التحديات الأخرى التي تواجهها بلاده وساندوا خططا لعقد مؤتمر دولي بشأن أفغانستان. غير أن رئيس المفوضية الأوروبية جوزيه مانويل باروزو قال إنه من غير المرجح أن تساهم الدول الأوروبية بالمزيد من القوات في أفغانستان بينما يدرس الرئيس أوباما تعزيز القوات الأميركية هناك. وقال أوباما وباروزو والممثل الأعلى للمجلس الأوروبي خافيير سولانا وفريدريك راينفلت رئيس وزراء السويد التي تتولى الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي في بيان صدر بعد اجتماع قمة أميركي أوروبي في البيت الأبيض، إننا نتطلع إلى العمل مع الحكومة الأفغانية الجديدة ومواصلة الجهود لتعزيز الحكم الرشيد واحترام حقوق الإنسان والمساواة بين الجنسين والتنمية الديمقراطية. وأضاف البيان قوله هذه الأمور يمكن مساندتها في مؤتمر دولي ربما يعقد في كابول. وكان زعماء دوليون عبروا عن مساندتهم كرزاي منذ إعلان فوزه في انتخابات شابتها اتهامات بالتزوير لكنهم شددوا على أنهم يريدون أن تكون الحكومة الأفغانية شريكا جديرا بالثقة وهم يدرسون إرسال المزيد من القوات سعيا إلى تحقيق استقرار البلاد. وقال باروزو في واشنطن: بصراحة لا يوجد في أوروبا حماس كبير لفكرة إرسال المزيد من القوات إلى أفغانستان وهذا هو وضع الرأي العام في أوروبا. وكان وزراء أوروبيون قالوا إنهم يتوقعون أن تصدر أي تعهدات جديدة بإرسال قوات حينما يجتمع وزراء خارجية حلف شمال الأطلسي في ديسمبر. وهنأ بيان القمة كرزاي على إعادة انتخابه وقال: نحن نتطلع إلى تشكيل حكومة جديدة تمثل إرادة الشعب الأفغاني. ونحث الحكومة الجديدة على المسارعة إلى وضع جدول أعمال يتركز على التصدي للتحديات الخطيرة التي تواجهها أفغانستان. واتفق الزعماء على مساعدة حكومة كابول على الاضطلاع بمسؤولية تحسين الأمن والاستقرار للشعب الأفغاني. وتوضح استطلاعات الرأي في كثير من الدول الأوروبية أن أغلبية واضحة تفضل سحب القوات من أفغانستان. ويوجد نحو 67 ألف جندي أميركي و42 ألف جندي من الدول المتحالفة هناك. وكان أكبر قائد للقوات الأميركية وقوات حلف شمال الأطلسي في أفغانستان الجنرال ستانلي مكريستال أوصى بزيادة عدد القوات الأجنبية بحوالي 40 ألف جندي آخرين في محاولة لوقف تدهور الوضع الأمني. واستمع الرئيس الأفغاني حامد كرزاي الذي فاز بفترة ولاية ثانية مدتها خمس سنوات بعد انتخابات شابتها مخالفات من أوباما في مكالمة هاتفية أن واشنطن تتوقع منه أن يكافح الفساد وان يشكل حكومة ذات قاعدة عريضة. وفي السياق نفسه، دعا ممثل الأممالمتحدة في أفغانستان النروجي كاي أيدي الرئيس الأفغاني كي يظهر التزامه بالإصلاح من خلال تشكيل حكومته المقبلة محذرا اياه من فقدان دعم الأسرة الدولية. وقال أيدي في مقابلة أجرتها معه محطة التلفزيون الأميركية العامة (بي بي اس) من كابول، نحن حقيقة أمام منعطف. وأضاف: النقاش الذي شهدناه خلال الأشهر الماضية في الأسرة الدولية سيصبح أكثر اهتماما وأكثر صعوبة في حالة لم تصدر إشارة ايجابية مهمة من خلال تشكيل الحكومة الجديدة. وأوضح أن بعض الأفغان يعتبرون أن أفغانستان مهمة استراتيجيا وأننا سنبقى هنا مهما حصل. هذا الأمر ليس بكل بساطة صحيحا. وانتقدت إدارة أوباما تحالف حميد كرزاي مع أسياد الحرب المتهمين بانتهاك القوانين المتعلقة بحقوق الإنسان والمخدرات. وظهر كرزاي خلال مؤتمر صحفي إلى جانب أحد هؤلاء الأسياد المثيرين للجدل وهو محمد قاسم فهيم الذي اختاره نائبا للرئيس.