توجه الرئيس الأفغاني، حامد كرزاي، الذي يأمل في إطلاق مبادرة سلام، خلال العام الجاري إلى السعودية، أمس الثلاثاء، وذلك بعد أيام على إعلانه أمام مؤتمر لندن حول أفغانستان أنه يتطلع إلى دور أساسي يلعبه خادم الحرمين الشريفين الملك، عبد الله بن عبد العزيز، في عملية المصالحة الأفغانية.وتعتبر زيارة الرئيس كرزاي حسب مراقبين ودبلوماسيين في العاصمة كابول هي الأولى التي سيوجه فيها كرزاي طلبا مباشرا إلى خادم الحرمين الشريفين للتوسط في المصالحة الأفغانية. وبحسب مسؤولون، سيرافق كرزاي وفدا رفيع المستوى يضم عددا من الوزراء وكبار المسؤولين الأفغان، فيما يندرج لقاء كرزاي مع خادم الحرمين الشريفين في إطار سلسلة اللقاءات المهمة لمناقشة المستجدات على الساحات الإقليمية والآسيوية والدولية. ويحمل الوفد الأفغاني معه جملة من الملفات السياسية الساخنة، على رأسها نتائج مؤتمر لندن الذي عقد الأسبوع الماضي في لندن لدعم الأمن في أفغانستان، بالإضافة إلى مناقشة كيفية إيجاد حلول لإنهاء الأزمة الداخلية وإعادة الأمن والاستقرار وإعطاء دفعة للحوار الأفغاني الداخلي، فضلا عن مناقشة السبل الكفيلة بتعزيز العلاقة بين الرياضوكابول في جميع الميادين السياسية والاقتصادية والتجارية. من جهة أخرى، توجهت وزيرة الدفاع الإسبانية، كارما تشاكون، أمس الثلاثاء، إلى أفغانستان للإطلاع على تفاصيل الإنفجار الذي استهدف أمس القوات الإسبانية في مدينة قلعة ايناو (شمال غرب أفغانستان) ما خلف مقتل عسكري وإصابة ستة آخرين. وأوضحت مصادر بوزارة الدفاع الاسبانية أن تشاكون ستكون مرفوقة خلال هذه الزيارة بقائد الأركان العليا الجينرال خوليو رودريغيث. وأشارت المصادر ذاتها إلى أن وزيرة الدفاع الإسبانية توجهت إلى العاصمة الأفغانية كابول قبل أن تنتقل إلى قاعدة هيرات الواقعة غرب البلاد لزيارة القوات الاسبانية العاملة ضمن قوات المساعدة الدولية (إيساف) بقيادة حلف شمال الأطلسي. وكان جندي إسباني من أصل كولومبي لقي مصرعه وأصيب ستة آخرون بجروح أمس الاثنين في انفجار لغم أرضي شمال غرب أفغانستان. كما قتل أربعة جنود أجانب, بينهم أميركي وبريطانيان, أول أمس الاثنين، في أنحاء مختلفة في أفغانستان, كما أعلنت القوة الدولية التابعة للحلف الأطلسي (ايساف) ما يرفع إلى 48 حصيلة القتلى من القوات الدولية منذ مطلع السنة. وقالت ايساف إن أميركيا قتل بانفجار عبوة ناسفة يدوية الصنع في جنوبأفغانستان. ولم تعط أي إيضاحات حول جنسية العسكريين الآخرين الذين قتلوا. وفي لندن, أعلنت وزارة الدفاع البريطانية أن جنديين بريطانيين قتلا بانفجار عبوتين ناسفتين يدويتي الصنع في الجنوب. وأوضحت في بيان أنهما ينتميان إلى الفوج الثالث في كتيبة "يورك شاير" وكانا يقومان بدورية راجلة بالقرب من ملجير بإقليم هلمند. في مدريد, أعلنت وزارة الدفاع الاسبانية أن عسكريين من الكتيبة الاسبانية التابعة لايساف قتل الاثنين بانفجار لغم في غرب أفغانستان. وأوضح متحدث باسم الوزارة أن الضحية جون فيليب روميرو مينيسيس (21 عاما) يتحدر من كولومبيا ولكنه لم يوضح ما إذا كان يحمل الجنسية الإسبانية. وأضاف أن هذا العسكري قتل عندما اصطدمت سيارة من الكتيبة الاسبانية تواكب قافلة إنسانية, بلغم مضاد للدبابات مضيفا أن ستة جنود آخرين جرحوا في الحادث. وقال أيضا إن الجنود "كانوا يواكبون قافلة تابعة لبرنامج الغذاء العالمي" في شمال البلاد. وبذلك يرتفع إلى 48 عدد الجنود الأجانب الذين قتلوا في أفغانستان منذ الأول من يناير, بينهم 30 أميركيا على الأقل, بحسب حصيلة أعدتها وكالة فرانس برس. كما قتل ثمانية جنود بريطانيين منذ مطلع العام و253 منذ بدء العمليات في 2001 . واعتبرت 2009 السنة الأكثر دموية للقوات الدولية خلال السنوات الثماني للحرب في أفغانستان مع مقتل 520 جنديا. ويشارك حوالي 113 ألف عسكري من 40 دولة- أكثر من ثلثيهم من الأميركيين- في التحالف الدولي الذي يحارب متمردي طالبان في أفغانستان. وسيبلغ عددهم 150 ألف عنصر هذه السنة مع إرسال التعزيزات التي تم الإعلان عنها لاسيما 30 ألف جندي أميركي.