تطرق الأستاذ عبد الرحمان الخصاصي لمواضيع الألم والتوجعات والاخفاقات في أغاني الروايس في دراسة قيمة، قارن فيها بين المرحوم الفنان بوبكر أزعري والفنانة فاطمة تيحيحيت مجاهد، وتناول الأغنية المعروفة «ؤر كَيغ ابابا تاموزونت» هذه الأغنية التي عبرت من خلالها فاطمة تيحيحت مجاهد عن معاناة الفتاة والمرأة الأمازيغية، وهي الأغنية التي لمست فيها المرأة الأمازيغية تعبيرا عن تامارا التي تعيشها بعد الزواج القسري، وهي للتذكير ما تزال ترد في بادية سوس كمثل لدى المقبلات على الزواج عندما تقول الفتاة المخطوبة «أد أغ إيبد ربي، أد ؤر نكَ زود تاموزونت ن تحيحيت» تقول بعض أبيات الأغنية: ؤر كَيغ أ بابا تاموزونت أد أكد ؤريغ أر أغ تاكات إي يان ؤر نخالض أد إيدس موناغ إيحتاجا فاروز لحيلات ولا لبنار إيحتاجا واراو ن يان أد أس إيتخيار أتيد ؤر إيسيكَل كَار مدن إيسمرحبا سرس إيغ تين إيوين أر لماحال أرت كَيس إيتغييار أرت إيسيويد إيكَلين أرد أس إيمدو لون كانت تيحيحت مجاهد تؤمن بحقها في الاختيار، اختيار الزوج، وبحقها في أن لا تعتبر مجرد بضاعة تباع وتشترى، ونفس الهم الذي عبرت عنه تيحيحت مجاهد أعادت طرحه الفنانة فاطمة تاباعمرانت، رغم فارق السنوات بين الفنانتين، فأكدت مرة أخرى على الحق في الاختيار، في قصيدة ليتيهال: إيغ راد إيف يان إيليس أد أس إيتخييار أشكو ليتيهال ؤر إيكَي غار يان واس ؤرد أتيد نك نوريد أيي إيخاسان إيغ كَيكَي طرميت أ بابا سامحات أغ توت فلاتي تامارا هاياغ نمقور والايني كَار أوسان غ تودرت ؤر تن ريغ واجهت تيحيحيت مجاهد واقعها بالهرب من مجتمع يكبل حريتها: يوف غاساد إيغ إيكا يان أرواس تهنون أ ور إيتاهل أ ييلي غ لاحكام أرد إيتلف أوتغ لعاربون ن جيواج ؤر سول إيقضي يات يان كَيس إيلان ؤر أوفين مسكين أد ساولن فاطمة تاباعمرانت هربت من هذا العالم الرهيب، عالم التزويج المفروض، وأعلنت ذلك بكل جرأة عبر أغنيتها ومن خلال فيلم تيهيا: سامح أغ أ بابا حنا، هايي فتيغ أك وول إينو فلغ أونت، أضار إينو نيوي ت ؤرد إيس ؤكَيغ أ هلي كَاورغ سيتون نزري تامارا، تاياض ؤر أس حييلغ وبذكر هذه النماذج، لابد من الاعتراف أن هناك تنافسا قويا بين الفنانات الأمازيغيات مما ساهم في الرفع من مستوى القصيدة النسائية المغناة، ثم أن المرأة الفنانة طرقت مواضيع لم يتعرض لها الرجل الفنان، خصوصا تلك الأغاني التي تبرر فيها الكثير من الفنانات ولوجهن فن الغناء تخفيفا للضغط المجتمعي، كما نجد عند تيحيحت مجاهد: لحوب د لهاوا بين إيخسان نغ نضالب إي لاحباب أيي ؤر لامان ؤر كَيس لعيب إيغ أ نساوال أماركَ أد، ربي أد يت يومرن احتفل أبناء إيمي ن تانوت بفنانتنا الكبيرة رقية تالبنسيرت، خلال إحدى دورات مهرجان المدينة، وهو اعتراف وامتنان لفنانة قدمت الكثير للفن الأمازيغي، وإن كنا نرى العديد من فناناتنا وفنانينا مرميين في زوايا النسيان وهم أحياء، وقد يستمر النسيان أكثر بعد وفاة الفنان الأمازيغي، ولا تعاد ذكراه إلا في بعض الندوات، هل هم مجرد مغنين لا يستحقون أن يحمل شارع أو مدرسة أو مؤسسة ثقافية أسماءهم، التي تم تخصيصها لأسماء من الشرق والغرب؟ على الأقل نخلد أسماء فنانينا حتى لا تنساهم الأجيال اللاحقة.