تحيي الفنانة الأمازيغية الرايسة, فاطمة تابعمرانت, رفقة مجموعة من الفنانين الأمازيغ عددا من الحفلات الفنية من 27 نونبر الجاري، إلى 5 دجنبر المقبل، بمتحف برانلي بباريس، في إطار حفل "إزلان.الرايسة تباعمرانت وقالت صاحبة الرباب الفضي، التي دشنت مسيرتها الفنية سنة 1983 مع الفنان الرايس جمال حميدي، وسجلت أول شريط غنائي لها سنة 1984، إن "إزلان"، الذي ينظم خصيصا لمتحف "برانلي"، يرمي إلى الاحتفاء بالتراث الشعري والموسيقي الأمازيغي المغربي، من خلال برنامج غني ومتنوع يضم حفلات غنائية ورقصات فلكلورية، وأمسيات شعرية تقدم فيها قصائد، ترتبط أساسا بمعظم الرقصات التي تعبر عن طقوس معينة، مشيرة إلى أن كلمة "إزلان" تعني بالأمازيغية "القصائد". وأضافت تابعمرانت في حديث إلى "المغربية" أن هذه الحفلات الفنية سيشارك فيها الروايس سعيد أوتغجيجت، ومولاي أحمد إحيحي، وشيخات الأطلس المتوسط والعديد من الفنانين الأمازيغ، كما سيجري تنظيم سلسلة من الندوات الفكرية, التي ستدور حول الثقافة والفن الأمازيغيين، من بينها "اللغة والثقافة الأمازيغية في المغرب"، و"شعر الروايس"، و"فن الرقص الأمازيغي بالمغرب"، التي سيلقيها على التوالي كل من أحمد بوكوس عميد المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، ولحسن هيرا، وفاطمة بوخريس. كما يشتمل البرنامج, بالخصوص, على تنظيم مائدة مستديرة حول "خصوصية الموسيقى الأمازيغية, المتحدرة من الهجرة" ينشطها إدريس اليزمي رئيس مجلس الجالية المغربية بالخارج، والباحث الموسيقي أحمد عيدون. من جهة أخرى, أكدت الفنانة تابعمرانت أنها تستعد، لتصوير فيديو كليب جديد يحمل عنوان "المياه والأشجار" في واحات الجنوب المغربي، قبل بنهاية السنة الجارية، مضيفة أن الفيديو كليب الجديد، الذي تبلغ مدته 10 دقائق، سيتغنى بالبيئة، من خلال التركيز على أهمية الماء, باعتباره عنصرا مهما للحياة، وبالأشجار, لما تحمله من رموز تحيل على القوة والعطاء. وأشارت تابعمرانت إلى أنها تعكف, أيضا، على وضع اللمسات الأخيرة، على مجموعة من البرامج، التي من المنتظر عرضها بالقناة الأمازيغية، بعد إطلاقها مطلع السنة المقبلة، معربة عن أملها في أن تفتح القناة الجديدة المجال أمام المبدعين الأمازيغيين، الذين يعانون التهميش من لدن وسائل الإعلام الوطني السمعي البصري، كما يعانون الإقصاء من المشاركة في بعض المهرجانات الكبيرة، التي تمنح كل التسهيلات والامتيازات للفنان الأجنبي، إضافة إلى القرصنة, التي تزيد من تأزم أوضاعهم. وعن مستقبل الأغنية الأمازيغية, قالت تبعمرانت إنها تعاني مشاكل العصرنة، التي لم تخدم التراث الأمازيغي بالشكل المطلوب، لجهل الشباب بكنه الأغنية الأمازيغية، التي تعتبرها رافدا مهما من روافد التراث الوطني المغربي، معبرة عن أسفها تجاه بعض المسؤولين, الذين مازالوا يعتبرون الموروث الأمازيغي مجرد فلكلور. وأعلنت تبعمرانت، عضوة المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، التي قامت بمحاورات فنية مع العديد من رواد الفن الأمازيغي بمنطقة سوس، أنها تستعد أيضا، للمشاركة في حقيبة فنية تجمعها بالفنان التشكيلي الأمازيغي إدريس الأمامي، الذي أبدع العديد من أعماله من وحي الشعر والغناء الأمازيغي، من خلال نظم قصائد من أعماله، لإيمانها بعلاقة الشعر والموسيقى بالفن التشكيلي، كما أنها بصدد إنجاز ألبوم جديد يحمل أفكارا جديدة ورؤى عميقة، وهو استمرار لألبوماتها الأخيرة، التي تطرقت فيها إلى أسئلة الهوية الأمازيغية، التي ظلت تلازمها, طيلة مسيرتها الفنية، كما تتناول في ألبومها الجديد مواضيع شتى، كالطبيعة والجمال والحياة، وأيضا، موضوع اليتم, الذي عاشت تجربته القاسية, منذ بلوغها سن الثالثة من عمرها. وأوضحت تبعمرانت، أنها تغنت عن أمها البيولوجية، التي لا تتذكر عنها شيئا, لأنها فقدتها مبكرا، وأمها الثانية الأمازيغية، التي تمثل ذاتها وهويتها، فضلا عن قضايا أخرى نظير المرأة والتوعية والطبيعة والهوية وتربية الأولاد، والمبادئ الإسلامية وغيرها من المواضيع، التي لها علاقة مباشرة بحياة الإنسان وكينونته. وفي سياق آخر, عبرت تابعمرانت عن عشقها للمسرح، متمنية المشاركة في عمل مسرحي يغني مسارها الفني، كما لم تخف إعجابها بالفنانة ثريا جبران، مضيفة أنها تحب أيضا، التلفزيون والسينما، ومؤكدة توصلها بعروض للمشاركة في بعض الأعمال الأمازيغية. للإشارة، تتحدر فاطمة تبعمرانت الفنانة والشاعرة الأمازيغية، التي تكتب أغانيها وتلحنها أيضا، من آيت بوبكر بقبائل آيت باعمران بضواحي تيزنيت. بدأت تبعمرانت، التي ولدت سنة 1962 بإيفران، مسيرتها الفنية سنة 1983 مع الفنان الرايس جمال حميدي، بعدها انتقلت إلى مجموعة "اشتوك" وسجلت أول ألبوم لها سنة 1984 "تنظامت" مع مولاي محمد بلفقيه، وكانت تبعمرانت تقلد أغاني الرايسة تحيحيت ورقية الدمسيرية، ثم انتقلت إلى مدرسة الحاج محمد الدمسيري سنة 1998، بعد ذلك كونت فرقتها الموسيقية سنة 1990، واستطاعت أن تتربع على عرش الأغنية الأمازيغية, من خلال أغانيها الملتزمة، بأشعارها المتوهجة وحرصها على الأصالة. حققت الرايسة، الأكثر شعبية في سوس نجاحا منقطع النظير، بفضل أغانيها "آر إكسلو تارغا" و"تافوكت إغ إيد توغا" و"لعنبر ماك إزنزان" و"إيدا زين" و"إيلولا"، التي قامت بتأليفها وأدائها بشغف كبير، كما ساهمت في إحياء عدة تظاهرات فنية داخل وخارج المغرب.