عشق الرايسة فاطمة تبعمرانت، الصوت القادم من من عمق جبال الأطلس الصغير، لشعر وشعراء الحكمة هو الذي دفعها لتلج عالم القصيد الأمازيغي « تنظامت». فالحكمة، تقول تبعمرانت في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء على هامش مشاركتها في سهرة أمازيغية في إطار مهرجان موازين إيقاعات العالم، هي الصورة الحقيقية للشعر «إنني أعشق قصائد شعراء الحكمة الكبار كالشاعر أحمد أوباكريم والراحل الحاج محمد الدمسيري». وقد ولجت تبعمرانت عالم الشعر « تنظامت» والغناء، المجال الذي كان يحتكره الروايس و«إينظامن»، لتصبح «شمعة الأغنية الأمازيغية » كما أنشدت هي نفسها في إحدى أغنياتها «آه لقد أصبحت شمعة ». وعن هذا الولع بالشعر تقول الفنانة التي يسكنها هم التعريف بالثقافة والهوية الأمازيغيتن «تعلمت الأوزان الشعرية من عمالقة الشعر الأمازيغي وبالخصوص من الرايس أحمد بيزماون الذي نهلت من قصائده الكثير». غير أن الحكمة بالنسبة للشاعرة والمغنية الأمازيغية قد توجد ايضا في «شعر الغزل وأنواع أخرى ». وبالنسبة لتبعمرانت فإن مقياس نجاح الفنان هو عمره الفني وكل ما تأمله هو أن يكون عمرفنها أطول من حياتها ف «الفن الحقيقي هو الذي يموت صاحبه ويتركه حيا لا يموت» كما هو الشأن بالنسبة للرمزين الحاج محمد الدمسيري وسعيد أشتوك وغيرهما. وتعد الفنانة الرايسة فاطمة تابعمرانت، وهي من مواليد أيت بوبكر بقبائل آيت باعمران بضواحي تيزنيت، من الفنانات الملتزمات والمحافظات على النمط الدمسيري في الغناء والنظم، وهي تعبر عن وعيها بمسؤوليتها كفنانة بالقول إن «الفنان مدرسة.. فالشعوب تلبس ما يلبسه الفنان». وقد أهدت تبعمرانت لجمهور موازين بساحة مولاي الحسن أروع ما يضمه ريبيرتوارها ك «بابا يوبا» و «آح إينو نكا تشمعت » (لقد اصبحت شمعة) و «أمونديخ أيامارغ» وغيرها. وفاطمة تبعمرانت من مواليد 1962 بإيفران باب الأطلس الصغير. دشنت تجربتها الفنية سنة 1983 مع الفنان الرايس جمال حميدي، وسجلت أول شريط لها سنة 1984، وقامت بمحاورات فنية مع جهابذة الفن بمنطقة سوس بعد ذلك أنجزت شريطا له أهمية رمزية ومعنويةقصوى في مسارها الفني، حيث يبرز فيه سؤال الهوية الأمازيغية، وهو السؤال الذي سيلازمالفنانة طيلة مسارها . وقد انفتحت تبعمرانت، التي كونت فرقتها سنة 1990 وراكمت تجربة كبيرة مع الروايس الرواد والشعراء الذين بصموا الغناء والشعر بسوس، على هموم البسطاء ومواضيع تتعلق بالمرأة المغربية التي ترى أن الإبداع هو السبيل لإبرازها بالشكل الذي تستحقه.