رحل الفنان مبارك أيسار فجر يوم الأحد 31 ماي 2009، اسم هذا الرجل الحقيقي مبارك حدوش، ولد سنة 1950 بدوار تابولعوانت التابع لجماعة سيدي حماد السايح بقبيلة إيداويسار. ومن قبيلته استلهم اسمه الفني «أيسار» . وبدأ أيسار يتقرب إلى الموسيقى والفن من خلال العزف على الناي -تاغانيمت- وحضور حفلات أحواش في قبيلته إيداويسار، وانطلق باحثا عن ذاته الفنية عندما رافق فرقة المرحوم الرايس ابراهيم أوتاصورت ... كما التقى في ساحة جامع لفنا بفنانين، ساهموا في توجهه الفني ، ونذكر منهم المرحوم الرايس عمر واهروش . ورغم مرضه العضال الذي لازمه منذ سنوات، استطاع الراحل مبارك أيسار أن يواصل عطاءه الفني، وهو الذي التزم بذلك في إحدى أغانيه الموسومة «أور أوفيغ أيامارك أديدون بضوخ» وقد بثت أخيرا الإذاعة الأمازيغية برنامجا خاصا عن وفاة الفنان امبارك أيسار وتدخل خلال البرنامج بعض رفاق درب الفنان وتحدثوا عن مكانته الفنية والحظوة التي كان يكتسبها وإسهاماته في الرقي بالأغنية الأمازيغية من خلال المزاوجة بين الألحان التراثية والمواضيع المعاصرة . وخلال هذا البرنامج الخاص الذي نشطه ابراهيم باوش، تعددت التدخلات التي أسهبت في ذكر خصال الراحل والتنويه بسجله الفني وتأثير فنه في بعض الروايس وبعض المجموعات الغنائية الأمازيغية، حيث تحدث كل من الفنانين أحمد أمنتاك والحسين أمنتاك عن لقاءاتهما الفنية بالراحل وافتقاد الساحة الفنية لفنان من طينة مبارك أيسار ... فيما دعا محمد الخطابي ، المسؤول في النقابة المغربية للمهن الموسيقية بأكادير إلى الإهتمام بالفنان قيد حياته ... وتطرق لمراحل مرض الرايس الفقيد مبارك أيسار، واهتمام الجمعيات والفعاليات والأفراد به تقديرا لفنه الراقي. وسردت كل من الفنانتين فاطمة تاباعمرانت وفاطمة تيحيحيت بانو بعضا من تجاربهما الفنية مع الراحل أيسار وركزتا على روح النكتة وسعة الصدراللتين ميزتاه . أما الحسن بلمودن، العازف المتميز على آلة الرباب ، فقد تطرق إلى اهتمام الرايس أيسار باللحن وتتبع كافة مراحله، وكان حريصا على الإجادة وابتكار الألحان، كما تحدث الرايس سعيد أوتاجاجت عن بداياته الفنية مع الراحل أيسار ومدى استفادته من النصائح التي كان يقدمها له، وعلى نفس النهج سار الفنان الشاعر مسعود بولفاكيت الذي كان يحرص على عرض بعض قصائده على الراحل قبل أن يقدمها لأي فنان قصد أدائها . وللتذكير فقد سبق للقناة الأمازيغية بالإذاعة المركزية بالرباط أن خصصت يوما إذاعيا تكريميا لفائدة الفنان الرايس امبارك أيسار، و ذلك يوم السبت 25 يونيو 2005، وتكريم هذا الفنان الذي يعتبر أحد نجوم الأغنية الأمازيغية بسوس يأتي في إطار اهتمام الإذاعة المغربية بمبدعي التراث الغنائي الأمازيغي والتعريف بأعمالهم وإنتاجاتهم، كما يصب في اتجاه الرفع من معنوياتهم والتحسيس بالظروف الاجتماعية والمادية التي يعيشونها. وشارك في تكريم هذا الفنان باحثون ومهتمون بالتراث الأمازيغي ، بالإضافة إلى نخبة من الفنانين وأصدقائه ومرافقيه خلال مساره الفني. والراحل امبارك أيسار، طبع بلون جد خاص الأغنية الأمازيغية السوسية منذ مطلع عقد السبعينيات ، وأطرب وأجاد بإنتاجه لما يفوق 500 أغنية، كما يعتبر أحد أفضل المبدعين في أداء الشعر العاطفي والرومانسي. وسجل أولى أغانيه لفائدة خزانة الإذاعة الوطنية، كما شارك خلال مسيرته الفنية المتميزة في العديد من التظاهرات الفنية والثقافية.