خطت موسكووبكين خطوة جديدة في تطوير علاقاتهما التي تثير غضب الغرب ويعتبرها تحالفاً، حيث عقد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اجتماع عمل مع وزير الدفاع الصيني لي شانغ فو في موسكو، أمس، في وقت يشتد القتال في منطقة شرق أوكرانيا، حيث تتقدم القوات الروسية في مدينة باخموت، حسب ما أوردته "وكالات". ونقلت وكالة تاس الروسية للأنباء عن دميتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين قوله، إن بوتين عقد اجتماع عمل مع لي شانغ فو في موسكو بحضور وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو. وقال بوتين خلال اللقاء مع وزير الدفاع الصيني: «هناك تطور جيد في جميع الاتجاهات، بما في ذلك داخل الإدارات العسكرية». وأعلنت بكين زيارة لي لموسكو الأسبوع الماضي قائلة إنه سيلتقي بمسؤولي الدفاع، لكنها لم تذكر شيئاً عن اجتماعه مع بوتين. وقال بيسكوف لوكالة تاس إن تفاصيل الاجتماع ستُنشر لاحقاً. وأعلنت روسيا والصين عن شراكة «بلا حدود» واتجهتا إلى توطيد علاقاتهما الاقتصادية والسياسية والعسكرية منذ أرسلت موسكو عشرات الآلاف من قواتها إلى أوكرانيا في فبراير 2022. ميدانياً، قالت وزارة الدفاع الروسية أمس، إن مقاتلين تابعين لشركة فاغنر الأمنية الخاصة استولوا على منطقتين جديدتين في شمال غرب وجنوب شرق مدينة باخموت الأوكرانية. كانت بريطانيا ذكرت في تحديث لمعلومات المخابرات الجمعة أن القوات الأوكرانية أُجبرت على الانسحاب من بعض المناطق في المدينة تحت وطأة هجوم روسي مستمر. ووفقاً لما قاله الحاكم العسكري الأوكراني فيتالي كيم، أودت هجمات روسية بحياة مراهقين اثنين في منطقة ميكولايف بجنوب البلاد خلال الليل. وتحدث يوري مالاشكو رئيس الإدارة العسكرية في منطقة زابوريجيا عن «هجوم كبير» من الجانب الروسي. إلى ذلك، قال مسؤول كبير بالرئاسة الأوكرانية أمس، إن 130 أسيراً أوكرانياً أُطلق سراحهم وأُعيدوا إلى ديارهم في «تبادل كبير للأسرى». وقال أندريه يرماك، رئيس مكتب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، عبر تطبيق «تلغرام»، وفقاً لما نقلته «رويترز»: «لقد حدث (التبادل) على مراحل عدة خلال الأيام القليلة الماضية»، مشيراً إلى أن من بين العائدين عناصر من الجيش وحرس الحدود والحرس الوطني وبحارة وموظفين في حرس الحدود. وهذه هي ثاني عملية تبادل كبيرة للأسرى في غضون أسبوع. وأعلنت روسياوأوكرانيا الاثنين الماضي أنهما نفذتا عملية تبادل شملت إطلاق سراح 106 أسرى حرب روس مقابل مئة أوكراني. إلى ذلك، قال وزير المالية الأوكراني سيرهي مارشينكو، إن حزمة دولية جديدة لدعم الاقتصاد بقيمة 115 مليار دولار تمنح أوكرانيا مزيداً من الثقة في قدرتها على الانتصار في الحرب، وسط إدراك متزايد بأن الحرب قد تستمر لفترة أطول مما كان متوقعاً. وأضاف مارشينكو أن وزراء مالية دول مجموعة السبع أكدوا له خلال اجتماعات صندوق النقد الدولي والبنك الدولي هذا الأسبوع في واشنطن أنهم سيدعمون أوكرانيا ما دام هناك حاجة لذلك، في تحول عن العام الماضي، عندما مارسوا ضغوطاً على أوكرانيا للموافقة على إنهاء الحرب. وأوضح أن التعهد الجديد بالدعم الاقتصادي، الذي انطلقت شرارته بقرض جديد من صندوق النقد الدولي بقيمة 15.6 مليار دولار على مدى أربع سنوات، يعد مهماً «للغاية» لأوكرانيا التي دخلت الآن عامها الثاني من اندلاع الحرب.