عائشة منافح / صحفية متدربة قال الباحث المغربي محمد جبرون، إن دولة الخلافة في عهد الخلفاء الراشدين كانت مرحلة انتقالية بين الدولة النبوية والدولة العصبية التي نشأت مع معاوية ابن أبي سفيان. وأضاف الأساتذ الجامعي المتخصص في التاريخ، خلال ندوة بالمنتدى الشبابي للفكر والحوار نظمتها شبيبة العدالة والتنمية اليوم السبت بالرباط، أن الدولة في الإسلام لم تستقر على شكل محدد إطلاقا، مشيرا إلى أن القيم السياسية العليا في الإسلام تحققت في عصر الخلافة حسب الظروف التاريخية. واعتبر جبرون الحاصل على دكتوراه في التاريخ، أن الدولة الإسلامية أصبحت غير قادرة على الاستمرار بصيغة تقليدية، وأن القيم بشكلها التاريخي ستتعرض لأزمة، حسب قوله، مشددا على أن الأساس في الإسلام هي "القيم السياسية المتأصلة منذ عهد النبي وليس شكل الدولة الذي تفرضه السياقات التاريخية". أستاذ المركز الجهوي لمهن التربية والتكوين بطنجة، اعتبر أن تأسيس دولة إسلامية حديثة يكون باستحضار القيم الكلية في علاقتها بالواقع، من قبيل العدل والحرية المسؤولة، مشيرا إلى أنها ستكون دولة مدنية بقيم سياسية وأخلاقية عليا، حسب وصفه. المتحدث، دعا في ذات الندوة إلى عدم الارتهان بأشكال الحدود المرتبطة بسياق تاريخي معين، داعيا إلى التعامل مع النصوص القرآنية وأحكام الشريعة بمنطق المقاصد وليس الأحكام، وذلك عبر الاجتهادات الفقهية، حسب تعبيره. وتابع جبرون بالقول "الكل ينادي بضرورة الاجتهاد في فهم النص القرآني، لكن عندما نجتهد نخاف"، معتبرا "قطع يد السارق حكما غير أصيل في الشريعة الإسلامية، بل ارتبط بسياق المجتمع الجاهلي الذي كان يفعل ذلك، فجاء الإسلام متناسبا مع تلك المرحلة" يضيف المتحدث. يُذكر أن الندوة التي تمحورت حول موضوع "مآزم الدولة الحديثة في الفكر الإسلامي المعاصر"، حضرها أيضا عبد الوهاب الأفندي أستاذ العلوم السياسية بجامعة قطر.