وجه النائب البرلماني عن الحزب الاشتراكي الموحد عمر بلافريج، سؤالا كتابيا إلى وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية أحمد التوفيق، وذلك حول "إقحام السياسة داخل الأماكن المخصصة للعبادة". وجاء في السؤال الموجه للتوفيق الذي نشره بلافريج على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، "ألا تظنون أن ما وقع يوم الجمعة 26 ماي 2017 في أحد المساجد بمدينة الحسيمة، يدفعنا إلى إعادة النظر في إقحام السياسة داخل الأماكن المخصصة للعبادة؟". وكان الناشط ناصر الزفزافي، أبرز متزعمي حراك الريف، قد هاجم وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، بعد تحذيرها للمصلين من الفتنة، خلال خطبة الجمعة بمسجد "ديور المالك" بالحسيمة، وذلك على خلفية الحراك الذي يعرفه إقليمالحسيمة، متسائلا بالقول: "هل المساجد لله أم للمخزن". وظهر الزفزافي على شريط فيديو، داخل مسجد "ديور المالك" بالحسيمة، وسط عدد من المصلين، وهو يلقي خطابا هاجم فيه إمام المسجد بعد تلاوته لخطبة وزارة الأوقاف التي كان موضوعها حول "الفتنة" وهو ما أثار غضب الزفزافي وعددا من المصلين الذين احتجوا على الإمام، وقال "لو كانت له الجرأة ويدعي نفسه إماما لقال كلمة الحق". وقال متزعم حراك الريف، في الفيديو ذاته، إن "الفتنة الحقيقية هي أن معظم الشباب لا يجدون قوتهم وهُجّروا"، مضيفا أن "الفتنة تكمن في العري على التلفاز، وأي فتنة أكثر من سهرات موازين العارية والتي تبث على قنوات الدولة التي تعتبر نفسها إسلامية .. لن نصبر ولن نركع إلا لله"، حسب قوله. وأضاف الزفزافي، الذي كان محاطا بعدد من المصلين الذين يرددون شعار "الله أكبر" بين الفينة والأخرى، (أضاف) أن خطبة الجمعة التي تتحدث عن الفتنة "جاءت من المخابرات بعد أن كان الحراك الشعبي عظيما ومباركا ومقدسا لأننا نطالب بأبسط حقوق العيش الكريم". واستَشهَد ناصر الزفزافي، خلال هجومه على إمام مسجد "ديور المالك"، بحديث لرسول الله، قال فيه الحديث: "أخوف ما أخاف على أمتي الأئمة المضلون"، "وهذا منهم" في إشارة منه إلى إمام المسجد المذكور. ومن جهة أخرى، قدمت وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، روايتها بخصوص الأحداث التي شهدها مسجد "ديور المالك" بالحسيمة، خلال خطبة الجمعة، حيث أوضحت أن "شخصا تعمد الإخلال بالتقدير والوقار الواجبين لبيوت الله أثناء صلاة الجمعة بمدينة الحسيمة، مما أفسد الجمعة وأساء إلى الجماعة"، في إشارة إلى ناصر الزفزافي، قائد احتجاجات الحسيمة. وأوضحت وزارة التوفيق في بلاغ لها، أن "أحد مساجد مدينة الحسيمة شهد أثناء صلاة الجمعة، فتنة كبيرة حين أقدم شخص على الوقوف والصراخ في وجه الخطيب ونعته بأقبح النعوت، فأحدث فوضى عارمة ترتب عنها عدم إلقاء الخطبة الثانية مما أفسد الجمعة وأساء إلى الجماعة". وأضاف البلاغ، أنه "بالإضافة إلى ما نص عليه القانون من أحكام تعاقب كل من يعرقل أداء الشعائر الدينية، فإن الحدث، بالنسبة لضمير الأمة، يمثل تصرفا منكرا في هذا البلد الذي يحيط العبادات وطقوسها بأكبر قدر من الإجلال والتعظيم والوقار". واستنكرت وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، "أشد ما يكون الاستنكار، تعمد الإخلال بالتقدير والوقار الواجبين لبيوت الله، مصداقا لقوله تعالى "ومن أظلم ممن منع مساجد الله أن يذكر فيها اسمه وسعى في خرابها".