المغربية : نورالدين الطويليع يوسف الإدريسي بعدما استنفذ جيران "ع ب" كل السبل لإقناعه بضرورة الاهتمام بابنته " خ ب" التي تعيش في شبه كهف بمعزل عن منزل الأسرة، مفتقدة كل شروط العيش، اتصل ممثل عنهم بعضو اللجنة الجهوية لحقوق الإنسان فرع مراكشآسفي رضوان العيروكي ، الذي وضع شكاية في الموضوع لدى الضابطة القضائية بمفوضية الشرطة باليوسفية مساء أمس الثلاثاء 2013/07/30، وعلى إثرها انتقلت فرقة أمنية إلى عين المكان، تزامنا مع زيارة ممثلين عن الجمعية المغربية لحقوق الإنسان والمركز المغربي لحقوق الإنسان والهيأة المغربية لحقوق الإنسان وممثل المجلس الوطني لحقوق الإنسان لذات المكان، ليقف الجميع على حالة أقل ما يقال عنها أنها كارثة إنسانية لشابة احتضنها الإهمال والتهميش واللامبالاة لما يقارب عقدا ونصفا. وقد قامت العناصر الأمنية بعرض الضحية على أنظار طبيب المداومة بالمستشفى الإقليمي للا حسناء تبين على ضوئه أنها تعاني من نقص حاد في التغذية، وبسبب افتقاد المدينة لمركز إيواء أوصى الوكيل العام للملك بإبقائها في عهدة الأب مقابل ضمانات منه بالاعتناء بها إلى حين عرضها على طبيب مختص ومباشرة التحقيقات. وحسب شهادات متطابقة استقيناها من عين المكان فإن " خ ب" ذات الثلاثين ربيعا انقطعت سبل العيش عنها وعن أخويها بعد زواج الوالد السبعيني منذ حوالي أربع عشرة سنة، فبعد وفاة الوالدة عكف الأب على تربية أبنائه الأربعة، مزاوجا بين العمل ضمن القوات المساعدة وبين السهر على رعاية الأبناء، إلى أن أحيل على التقاعد، فقرر الزواج عسى أن تحمل معه الزوجة الثانية بعض العبء، لكن ودائما حسب شهادة الشهود جاءت النتائج عكسية، فالابن الأكبر"ع ب" تشرد واتخذ من المزابل مأوى ومسكنا إلى أن وافاه الأجل في شهر يناير من السنة الجارية، وأخوه "إ ب" اختفى عن الأنظارتماما، ولا يعرف أي أحد من جيرانه شيئا عنه، والضحية "خ ب" التي تحركت الشكاية بسببها تعيش فيما يشبه الكهف محرومة من أبسط شروط العيش لدرجة أنها تبحث عما يقيم صلبها في المزابل. وفي شهادة مؤثرة أدلى بها الجار "م ا"، فإن الضحية ممنوعة من الحديث مع الجيران، ويملأ القمل شعرها وملابسها، وتملأ بقع دم الحيض ثيابها دون أن تتمكن من استبدالها، أو من الذهاب إلى الحمام، كما أن زوجة الأب تمنع ابنيها من الاقتراب منها، وتحول دون تقديم الجيران أي مساعدة لها يضيف ذات المتحدث هذا وقد استنكر حقوقيو المدينة الذين عاينوا حالة الضحية سلوك الأب وزوجته، معتبرين إياه عدوانا على حق الإنسان في الحياة الكريمة. يشار إلى أن كثيرا من شوارع مدينة اليوسفية تحتضن مشردين مختلين عقليا، يفترشون الأرض، ويلتحفون بالسماء، وهو ما يستوجب على الجهات المعنية بتدبير الشأن المحلي التفكير بجدية في إقامة دار للإيواء لاحتضان هذه الفئة المحرومة من أبسط شروط العيش.