ويستمر مسلسل "الهجرة" داخل بيت "المصباح"، هكذا يمكن وصف الوضع الداخلي الحرج الذي يعيش على وقعه حزب العدالة والتنمية خلال الشهور الأخيرة، بعد أن قررت أسماء وازنة مغادرة الحزب، كتعبير منها عن عدم رضاها على عديد من الأحداث والقرارات التي طبعت مسار الحزب الحاكم، فبعد "حسناء البيجيدي"، البرلمانية السابقة "اعتماد الزهيدي"، اسم آخر سينضاف إلى قافلة المغادرين، وهنا الحديث عن "يسرى الميموني"، واحدة من أبرز "المؤثرات" داخل "البيجيدي" على مستوى مواقع التواصل الاجتماعي، والتي أكدت مصادر مطلعة جدا أنها في طريقها إلى "الرحيل" عن الحزب، مشيرة -مصادرنا- أن أحزابا وازنة جدا، طلبت ودها من أجل الانضمام إلى هياكلها. الميموني، وفي تمهيد صريح لرحيلها عن "البيجيدي"، نشرت ليلية أمس الاثنين، تدوينة نارية عبر حسابها الفيسبوكي، عنونتها ب"تدوينة بيليكي"، وهذا ما جاء فيها: "هل كلُّ من تولى منصبا ثم استقال، أو كان في مؤسسة حزبية ثم غادرها "أصبح بَيَّاعا للماتش من درجة فارس"؟ متى سنكفر بهذه القاعدة المشؤومة؟ في اتصال لي مع قيادي x، كان محور الحديث عن أن كلّ من سيغادر بيجيدي فهو بياع للماتش.. بعض القياديين الله يذكرهم بالخير، Mathématiquement parlant، الكثير منهم كالأصفار بعد الفاصلة فنقول: هل كون الموجب يصاحب السالب يعني أنهما ليسا متناقضين.. رؤيتي السينمائية السياسية حول الموضوع، في انتظار أن أجزم هذه الرؤية حتى أعرف قوقعة المنتج وأخرج بتقييم نهائي. سينمائيا، يحدث أن تعود سياسيا خطوة إلى الوراء، وتنظر من وراء الشاشة حتى تتضح لك صورة الفيلم، فتكتشف أن مخرج الفيلم تَصوّر سيناريوهات مغلوطة جدا، بينما وجه الطاقم المكافح الكتكوتي المناضل لتحقيق رؤية في أصلها "خاترة" ثم حاول تنقيح النصوص، والتحكم في كل الجوانب الدرامية، لكن للأسف المَشاهد لم تصل لقلب المُشاهد؛ لكن المنتج هو أصل كل شيء، له دور كبير في تسويق الفيلم، نجاحه أو فشله و "دگدگته". سياسيا، حين ننتمي لمؤسسة حزبية ونسهر على نجاحها، مع رغبة صادقة لنصرة الحق والوطن، فإننا نسعى جاهدين لنجاح المشروع الذي ناضلنا لأجله سنوات، ولكن حين يلف الكثير من الغموض والضبابية هذا المشروع، فيصبح المناضل أسيراً للأسئلة التي يطرحها المواطن، وأسيراً لإجاباته أيضاً، فهنا يشكل خطرا عويصا يتضارب مع مبادئه ومواقفه. حين يطغى مشروع تنمية الاقتصاد الجيبي الذاتي عند بعض الأفراد على المشروع النضالي الذي انخرطنا لأجله، فتصبح أنت "الضحية" ضحيتَ بأعمالك التي تضربك عرض الحائط مع هذه المؤسسة وجاهرتَ بآرائك ونضالك "و عطيتي بالكرة لعينيك" ثم يتقدم البعض ويجعلونك قنطرة ويقضون مصالحهم؛ هُنا يجب أن تعود عشر خطوات للوراء بدون تساؤلات فلسفية. بالنسبة لي، من خلال تحليلاتي المتواضعة، وفي فن الممكن واللاممكن، الخروج من مؤسسة حزبية X (أقصد أي حزب) الخروج منه الآن يُعَدُّ "بيليكي" نظرا لغموض الأحداث في كل الأحزاب المغربية، لذلك لا بدّ من التريث والكثير من الحكمة قبل اتخاذ أي قرار؛ لكنني شخصيا "أعبر حالياااا عن عدم الرضا عن حزب العدالة والتنمية كمشروع ومؤسسة، أما عن بعض الأفراد، أينهم من الإنسانية وقد تعلّموا من الذئب غدره ومن الأسد وحشيته ومن الأفعى خداعها؟ اعلم أخي القيادي وأختي القيادية، أخي وأختي الكتكوتة المناضلة، والمشاغبين كذلك، أن الذي يبيع مبادئه هو الذي لا يؤمن بها أصلا والذي يتغير بتغير المواقف إنما هي الحرباء لا تستقر على حال من القلق، أما الذي يعلن موقفه أو استقالته أمام الملإ ، ويصدح بها ملء الفم والشفتين، ويغرد بها ملء الزمان والمكان، فلأن يكنس المعمورتين بريشتين، ويحفر بئرين بإبرتين، أهون عليه من أن يبيع موقفه ومبدأه الذي يؤمن به بدرهمين.
إخواني وأصدقائي هيا بنا من أجل الرقي وجميعا من أجل التعالي عن سفاسف الأمور " إن الله يحب معالي الأمور ويكره سفاسفها"، واحذروا أبناء أبي رِغال ممن لا يرعون في الله عهدا ولا ذمة، ولا يحفظون للصداقة صِدقا ولا ودا، فلا عاش الأفاكون و الخراصون."