نظمت النيابة الإقليمية للمندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير مساء اليوم الثلاثاء بمدينة القنيطرة، ندوة فكرية في موضوع "انتفاضة القنيطرة في غشت 1954 ضد المستعمر،.استماتة من أجل الكرامة"، وذلك إحياء للذكرى 62 لانتفاضة المدينة ضد الاستعمار الفرنسي. ويندرج هذا اللقاء الذي نظمته المندوبية بشراكة مع مؤسسة سيدي مشيش العلمي والجمعية المغربية لرواد التنمية ، في إطار الاحتفاء وتكريم شهداء هذه الانتفاضة المجيدة، التي أعطت مثالا في التضحية والوفاء والدفاع عن حوزة الوطن ومقدساته وبصمت على تاريخ نضالي حافل لأبناء مدينة القنيطرة وجهتها . كما يأتي في سياق الجهود التي تبذلها المندوبية للنهوض برسالتها التاريخية واستحضارا للدلالات العميقة والقيم الوطنية والمقاصد النضالية والروحية التي تعتبر من الروافد الاساسية للرأسمال المادي واللامادي الوطني بحمولته الوازنة والمتكاملة . وأكد السيد مصطفى الكثيري المندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير في كلمة بالمناسبة، أن هذه الانتفاضة تعد محطة مفصلية و"حدثا تاريخيا نحتفي به ونستحضر الدروس والعبر ونستلهم القيم والمعاني والمثل العليا ومكارم الأخلاق" . وقال المندوب السامي ، إن هذا اللقاء يعد "وقفة تأمل لمقاربة جوانب من ذاكرة هذه المدينة المناضلة ، وكذلك مناسبة للاجيال الجديدة والناشئة لاستلهام الدروس والعبر والقيم النبيلة التي تحملها أمجادنا التاريخية والتي نسعى إلى ترسيخها في أذهانها حتى تظل الروح الوطنية حية في الأذهان ماثلة في الضمائر والوجدان لتقوية مواقف المواطنة الإيجابية والفاعلة والملتزمة في مسيرات العهد الجديد بقيادة رائد الأمة وباعث نهضتها جلالة الملك محمد السادس ". وأكد السيد مصطفى الكثيري أن "ذاكرة الشعوب هي مرآة الأمجاد التاريخية ، وبطولاتها الخالدة بعظمة الشهداء والمجاهدين الذين قدموا كل غال ونفيس ووهبوا أرواحهم وأموالهم فداء للوطن وللمقدسات الدينية والثوابت الوطنية" مشيرا إلى أن مدينة القنيطرة تعتبر من المدن الرائدة في ملحمة الحرية والاستقلال حيث صنفها مجموعة من المؤرخين في المركز الثالث بعد الدارالبيضاء ومراكش من حيث حجم وعدد العمليات الفدائية مابين غشت 1953 ونونبر 1955. وتضمن هذا اللقاء العلمي الذي حضره عامل إقليمالقنيطرة ، وعدد من المسؤولين المحليين ، مجموعة من العروض والمداخلات التي تناولت بالخصوص انتفاضة القنيطرة ومقاومة الكفاح الوطني ضد الاستعمار، والنظر إلى المقاومة باعتبارها وجها من أوجه الدفاع عن حقوق الانسان، والتاريخ العمراني للقنيطرة إبان مرحلة الحماية. كما تم بهذه المناسبة تكريم صفوة من قدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير بإقليمالقنيطرة عرفانا بما قدموه للقضية الوطنية من خدمات ووفاء لأرواح من ضحوا في سبيل عزة البلاد وكرامتها.