شكلت الذكرى 59 لملحمة ثورة الملك والشعب فرصة سانحة أمام أسرة المقاومة وأعضاء جيش التحرير بإقليمخريبكة لاستحضار أمجاد الذكرى 57 لمظاهرة وادي زم وانتفاضة قبائل إقليمخريبكة، باعتبارها حدثا وازنا في مسلسل الكفاح الوطني الذي خاضه الشعب المغربي قاطبة في تلاحم وثيق مع العرش من اجل الدفاع على المقدسات الدينية والثوابت الوطنية. وبالمناسبة ذكر مصطفى الكثيري المندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، في مهرجان خطابي نظم، يوم الجمعة، بغرفة التجارة الصناعة بخريبكة، بهذه الانتفاضة الشعبية العارمة التي بلغت أوجها في 19 و20 غشت 1955 حيث تعالت الشعارات في وجه المستعمر، مطالبة بالحرية وبعودة الملك الشرعي من المنفى وبالتالي الانفلات من براثين الاحتلال. وأبرز أن الغاية من استحضار هذه الصفحات المشرقة من سجل أمجاد أبناء إقليمخريبكة، الذين استرخصوا الغالي والنفيس في سبيل عزة الوطن وكرامته، تكمن في ترسيخ الدلالات العميقة والأبعاد الرمزية لملحمة الاستقلال الخالدة في وجدان الأجيال المتعاقبة وتنوير أذهان الناشئة بما يحفل به التراث النضالي المغربي من دروس وعبر كفيلة بتجذير قيم الوطنية الصادقة والمواطنة الايجابية، وكذا إذكاء حماسة الانخراط في إعلاء صروح المغرب الجديد. وأشار إلى الأشواط التي قطعتها المندوبية في سياق الجهود المبذولة للتعريف بتاريخ إقليمخريبكة الزاخر من خلال الإصدارات والمنشورات والندوات العلمية والأيام الدراسية والذكريات الوطنية وإطلاق التسميات التي لها ارتباط بالكفاح الوطني ،سواء على الساحات العمومية أو الشوارع أو المؤسسات الاجتماعية والتعليمية فضلا عن إقامة المعالم والنصب التذكارية. وذكر لكثيري، في هذا الصدد، بصدور مؤلف جديد بعنوان «الوقائع الكاملة لانتفاضة وادي زم « للمقاوم محمد الكوس، وتعزيز المندوبية السامية لفضاءي متحف خريبكةووادي زم للتربية والتثقيف بفضاء ثالث بأبي الجعد سيتم إحداثه ببناية تاريخية حتى تبقى شاهده على أدوار ونضالات هذه المدينة في مسيرة الكفاح الوطني من أجل الحرية والاستقلال. وقد توج هذا اللقاء، الذي حضره بالخصوص عامل إقليمخريبكة عبد اللطيف شدالي، بتكريم 14 من صفوة رجال المقاومة وأعضاء جيش التحرير بالإقليم وذلك بمنحهم تذكارات تقديرا لما أسدوه من خدمات جليلة لوطنهم، كما تم توزيع غلافا ماليا بقيمة 122 ألف درهم كمساعدات مالية لإعانة ذوي الشهداء على الدفن برسم سنة 2012 فضلا عن الإسعاف المخصص لقدماء المقاومين وأرامل المتوفين. وفي الختام تم الترحم على أرواح الشهداء الطاهرة وفي طليعتهم جلالة المغفور له محمد الخامس ورفيقه في الكفاح جلالة المغفور له الحسن الثاني، كما رفع الحاضرون أكف الضراعة بالدعاء لأمير المؤمنين جلالة الملك محمد السادس. وللإشارة فقد استهل هذه اللقاء التواصلي بقراءة الفاتحة على روح المغفور لها صاحبة السمو الملكي الأميرة للا أمينة التي ووري جثمانها الثرى عصر يوم الجمعة بضريح مولاي الحسن بالمشور السعيد بالرباط.