شكلت الذكرى 58 لثورة الملك والشعب فرصة سانحة أمام أسرة المقاومة وأعضاء جيش التحرير بإقليمخريبكة للوقوف على أبهى صور التلاحم المتين الذي يجمع منذ قرون بين الشعب المغربي الأبي والعرش العلوي المجيد. واستحضر السيد مصطفى الكثيري المندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير،بالمناسبة في مهرجان خطابي نظم اليوم الجمعة بخريبكة، مسار الكفاح الوطني الذي انخرط فيه أبناء وادي زم وقبائل خريبكة بقوة مسترخصين الغالي والنفيس في سبيل عزة الوطن وكرامته والدفاع عن مقدساته وثوابته وهويته ومقوماته. كما ذكر بالأشواط التي قطعتها المندوبية وبجهودها المتواصلة من أجل التعريف بتاريخ إقليمخريبكة الزاخر من خلال الإصدارات والمنشورات والندوات العلمية والأيام الدراسية والذكريات الوطنية وإطلاق التسميات التي لها ارتباط بالكفاح الوطني سواء على الساحات العمومية أو الشوارع أو المؤسسات الاجتماعية والتعليمية فضلا عن إقامة المعالم والنصب التذكارية. وأشار وفي هذا الصدد إلى صدور مؤلف جديد بعنوان "الحركة الوطنية والمقاومة بأبي الجعد 1930-1955"، إلى جانب إقدام المندوبية السامية على تعزيز فضائي كل من متحف خريبكةووادي زم للتربية والتثقيف بفضاء ثالث بأبي الجعد حيث تم تفقد البناية التاريخية التي ستحتضنه . وعقب تذكيره بالصفحات المشرقة من سجل أمجاد إقليمخريبكة مثمنا تضحيات شهدائه وبطولات مقاوميه المستلهمة من قيم الحب والاعتزاز بالانتماء للوطن والتضحية في سبيله ، أبرز السيد الكثيري الموقف الثابت لأسرة المقاومة وجيش التحرير بخصوص قضية الوحدة الترابية، مجددا دعمها لمقترح الحكم الذاتي بالأقاليم الجنوبية في ظل السيادة المغربية. كما شدد على تجند أسرة المقاومة وأعضاء جيش التحرير من أجل تفعيل وتحقيق مضامين الدستور الجديد الذي اعتبره بمثابة تعاقد جديد بين الملك والشعب، وثورة ديمقراطية تشاركية في مسار الحياة السياسية، وذلك سيرا على درب استكمال البناء المؤسساتي وترسيخ آليات الحكامة الجيدة وتوفير المواطنة الكريمة والعدالة الاجتماعية في ظل التشبث بثوابت الأمة ومقدساتها. وقد توج هذا اللقاء، الذي حضره بالخصوص عامل إقليمخريبكة السيد محمد صبري، بتكريم 15 من صفوة رجال المقاومة وأعضاء جيش التحرير بالإقليم وذلك بمنحهم تذكارات تقديرا لما أسدوه من خدمات جليلة لوطنهم، كما تم توزيع مساعدات مالية لإعانة ذوي الشهداء . وفي الختام تم الترحم على أرواح الشهداء الطاهرة وفي طليعتهم جلالة المغفور له محمد الخامس ورفيقه في الكفاح جلالة المغفور له الحسن الثاني، كما رفع الحاضرون أكف الضراعة بالدعاء لأمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس بالنصر والتمكين ويقر عينه بولي عهده، صاحب السمو الملكي الأمير مولاي الحسن ، ويشد عضد جلالته بشقيقه صاحب السمو الملكي الأمير مولاي رشيد وسائر أفراد الأسرة الملكية الشريفة.