أكد المندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، السيد مصطفى الكثيري، أن استرجاع مدينة سيدي إفني إلى حظيرة الوطن، يشكل حدثا تاريخيا ومحطة بارزة في مسلسل الكفاح الوطني من أجل استكمال الاستقلال وتحقيق الوحدة الترابية والدفاع عن مقدسات الوطن وثوابته. واعتبر السيد الكثيري في كلمة خلال مهرجان خطابي نظم اليوم الخميس بساحة 23 نونبر بمناسبة الذكرى ال 42 لاسترجاع مدينة سيدي إفني، أن الموقع الاستراتيجي للمنطقة جعلها محط أطماع الاحتلال الأجنبي، مبرزا أن قبائل آيت باعمران والقبائل المجاورة تصدت لهذه الأطماع الاستعمارية حيث صمم أبناؤها على استرخاص أرواحهم ودمائهم في سبيل عزة الوطن وكرامته. وأبرز أن هذه القبائل التي أبلى أبناؤها البلاء الحسن في معركة التحرير والوحدة من أجل الحرية والانعتاق واستكمال الوحدة، ظلت متشبثة بهويتها الوطنية ووفائها لروابط البيعة رافضة بذلك سياسة الترهيب والترغيب التي نهجها المستعمر الاسباني الذي حاول دون جدوى فرض مخططه القاضي بتجنيس الساكنة وحملها على الرضوخ والاستسلام. واستحضر السيد الكثيري المواقف البطولية لمنطقة سيدي إفني المجاهدة من خلال مساهمتها في الملحمة الخالدة لثورة الملك والشعب ودورها الكبير في معركة التحرير، بالإضافة إلى حضورها القوي والوازن وإسهامها الفعال والحاسم في انتفاضة 23 نونبر 1957 التي شارك أبناؤها في المعارك الضارية التي دارت رحاها بالمنطقة حيث ألحق المجاهدون بالعدو أنكر الهزائم وأفدح الخسائر. من جهة أخرى، عبر بالمناسبة عن فخره واعتزازه لمدى التفاعل الإيجابي والتجاوب المسؤول لكافة شرائح الشعب المغربي ومختلف أطيافه السياسية وقواه الحية مع المقتضيات التي تضمنها مشروع الدستور الذي سيعرض غدا الجمعة على الاستفتاء الشعبي. واعتبر أن هذه الوثيقة الدستورية الجديدة تؤرخ لتعاقد جديد بين الملك والشعب وتشكل ثورة ديمقراطية وتشاركية في مسار الحياة السياسية للمغرب على درب استكمال البناء المؤسساتي وترسيخ آليات الحكامة الجيدة وتوفير المواطنة الكريمة والعدالة الاجتماعية في ظل التشبث بثوابت الأمة ومقدساتها. وركزت تدخلات كل من المجلسين البلدي والإقليمي والمجلس الإقليمي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير بسيدي إفني، على إبراز الأبعاد والدلالات العميقة لتخليد هذا الحدث التاريخي الذي يجسد أروع صور الجهاد ووقوف قبائل المنطقة بالمرصاد في وجه التهديدات الأجنبية صيانة لوحدة الوطن ودفاعا عن حوزته. وقد توج هذا اللقاء الذي حضره على الخصوص عامل إقليم سيدي إفني السيد ماماي باهي وأسرة المقاومة والمنتخبون، بتكريم صفوة من قدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير بالإقليم تقديرا لما قدموه من التضحيات الجسام والخدمات الجليلة في سبيل تحرير البلاد من ربقة الاستعمار الأجنبي. وبعد ذلك قام المندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير رفقة عامل الإقليم والوفد المرافق لهما، بزيارة أروقة المعرض المنظم على هامش المهرجان وكذا تفقد أشغال توسيع الفضاء الاجتماعي والثقافي والمتحفي لأسرة المقاومة وجيش التحرير، قبل أن يتوجهوا إلى مقبرة الشهداء بضريح سيدي محمد بن عبد الله بمركز مير اللفت للترحم على أرواح وشهداء أسرة المقاومة وأعضاء جيش التحرير.