خلدت أسرة المقاومة ومعها سكان إقليمالعيون، أمس الأحد، الذكرى ال 52 لهذه المعركة المجيدة التي تصادف الذكرى ال`34 لجلاء آخر جندي أجنبي عن الصحراء المغربية، بكل ما يرمز إليها هذان الحدثان من معاني الوطنية والإيمان القوي للدفاع عن وحدة الوطن والذود عن ثوابت الأمة ومقدساتها الدينية والحضارية. وتجسد هذه المعركة التي خاضها أفراد المقاومة وجيش التحرير يوم 13 يناير 1958 بموقع تحمل اسمه، يقع على بعد حوالي 25 كلم شرق مدينة العيون، أروع صور التلاحم والبطولات التي خاض غمارها جيش التحرير بالجنوب المغربي، وشكلت بنتائجها محطة مضيئة في مسيرة الكفاح من أجل الوحدة ضمن سلسلة من المعارك التي تمت ما بين 1956 و1958 على امتداد الأقاليم الجنوبية ضد الاحتلال الأجنبي. وأبرز المندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير السيد مصطفى الكثيري، خلال مهرجان خطابي نظم مساء اليوم بقصر المؤتمرات بالعيون أن معركة الدشيرة تمثل صفحة مشرقة في سجل الكفاح الوطني ضد الوجود الاستعماري، وخلدت أروع صور الشجاعة والبطولة التي برهن عنها أبناء الصحراء المغربية ضمن طلائع أبطال جيش التحرير ملقنين قوات الاحتلال الأجنبي التي كانت مزودة بالعتاد المتطور والمدعمة بالطائرات الحربية خلال هذه الموقعة هزيمة مدوية. وأضاف أن هذه المعركة تعد من أبرز المعارك التي شهدتها ربوع الصحراء والتي شارك فيها أبناء هذه الربوع وطلائع المجاهدين الوافدين من جميع أنحاء المملكة للانخراط في صفوف جيش التحرير للدفاع عن وحدة الوطن والذود عن مقدساته مسترخصين أرواحهم ودماءهم في سبيل عزة الوطن وكرامته وتحرير الأقاليم الصحراوية من سيطرة الاستعمار الأجنبي. وذكر أن هذه الذكرى تختزن دروسا وعبرا طافحة بالمثل والقيم التي ما أحوج الأجيال الصاعدة إلى أن تغترف من معينها وتهتدي باقتباسها للانغمار في مسلسل الجهاد الأكبر والمشاركة في إذكاء إشعاع المغرب الحضاري وتأهيله لمواجهة التحديات وكسب رهان التنمية وبناء المشروع المجتمعي الحداثي الديمقراطي. واستحضر السيد الكثيري المحطات النضالية التي خاضها الشعب المغربي بقيادة العرش المجيد في سبيل الحرية والاستقلال واستكمال الوحدة الترابية التي توجت بالمسيرة الخضراء التي تم على إثرها استرجاع الأقاليم الصحراوية إلى حظيرة الوطن. وجدد التأكيد على مواصلة أسرة المقاومة وجيش التحرير تعبئتها الشاملة للدفاع عن قضية الوحدة الترابية للمملكة وتثبيت السيادة الوطنية على الأقاليم الصحراوية المسترجعة ودعمها اللامشروط للمبادرة المغربية القاضية بمنح حكم ذاتي موسع لهذه الأقاليم تحت السيادة المغربية. وقال إن المغرب الذي تحظى مبادرته بدعم المجتمع الدولي يأمل في أن تتحلى أطراف النزاع حول الصحراء المغربية بالإرادة الحسنة والرغبة الصادقة في طي ملف هذا الصراع وأن تساهم المفاوضات والمبادرات المحمودة في تذليل العقبات وتجاوز المصالح السياسية الضيقة وإيجاد أرضية مشتركة تساعد على إيجاد حل نهائي لهذا الخلاف المفتعل وإشاعة السلم والأمن وتوفير الظروف الملائمة لبناء الصرح المغاربي. وأبرزت كلمتا المجلسين الوطني والإقليمي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير خلال هذا اللقاء الذي حضره، على الخصوص، والي جهة العيون بوجدور الساقية الحمراء عامل إقليمالعيون السيد محمد جلموس وعدد من المنتخبين وأعضاء المقاومة، الملاحم البطولية التي خاضها أبطال جيش التحرير وأبناء القبائل الصحراوية في سبيل الحرية، مشيرين إلى أن معركة الدشيرة جسدت إرادة العرش والشعب في ملحمة استكمال الاستقلال وتحقيق الوحدة. وتوج هذا اللقاء بتوزيع إعانات ومساعدات مالية على قدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير وذوي الحقوق بلغت قيمتها الإجمالية 198 ألف درهم. وكان المندوب السامي قد قام صباح اليوم رفقة والي الجهة وعدد من أعضاء المقاومة وجيش التحرير والمجلس الوطني وشخصيات أخرى بزيارة مقبرة الدشيرة، حيث ترحموا على شهداء هذه المعركة البالغ عددهم 12 شهيدا كما تم بالمناسبة توقيع اتفاقية بين المندوبية الجهوية للمقاومة وجمعية 28 فبراير للتنمية المستدامة بالعالم القروي لاحداث نواة معرض للمقاومة بمركز الدشيرة يضم صور ووثائق ومخطوطات تعرف بتاريخ المقاومة بالصحراء.