خلدت أسرة المقاومة ومعها سكان إقليمالعيون, اليوم السبت, الذكرى ال51 لمعركة الدشيرة المجيدة التي تصادف الذكرى ال33 لجلاء آخر جندي أجنبي عن الصحراء المغربية بكل ما يرمز إليها هذان الحدثان من معاني الوطنية والتشبث بالوحدة والاستمرارية التي طبعت وتطبع ملاحم النضال من أجل الحرية والكرامة والإخلاص للقيم الوطنية. وقد خاض أفراد المقاومة وجيش التحرير معركة الدشيرة يوم13 يناير1958 ، بموقع تحمل اسمه يقع على بعد حوالي25 كلم شرق مدينة العيون، ضد واحد من أهم الفيالق الإسبانية الذي كان مزودا بأحدث الأسلحة والعتاد المتطور. وجسدت هذه المعركة أروع صور التلاحم والبطولات التي خاض غمارها جيش التحرير بالجنوب المغربي وشكلت بنتائجها محطة مضيئة في مسيرة الكفاح من أجل الوحدة ضمن سلسلة من المعارك التي تمت ما بين1956 و1958 على امتداد الأقاليم الجنوبية ضد الاحتلال الأجنبي. وبهذه المناسبة، أبرز السيد مصطفى اكثيري المندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، خلال مهرجان خطابي نظم مساء اليوم بقصر المؤتمرات بالعيون، أن «»معركة الدشيرة التي دأبنا على إحيائها في مثل هذا اليوم من كل سنة في أجواء طافحة بالحماس الفياض والتعبئة الوطنية الشاملة والقيم الخالصة تعتبر من المعالم البارزة في سجل التاريخ الوطني الحافل بالأمجاد والبطولات»». وذكر أن أبطال جيش التحرير وأبناء القبائل الصحراوية لقنوا خلال هذه المعركة الاستعمار الأجنبي, الذي كان مدججا بأسلحة متطورة، دروسا في التضحية والاستشهاد والقدرة القتالية العالية واستطاعوا رغم قلة عدتهم وعتادهم أن يلحقوا بقوة الاحتلال هزائم أربكت حساباتهم. وعبر السيد الكثيري عن اعتزازه بما يختزنه تاريخ المقاومة المغربية من مظاهر الوحدة والتلاحم بين أبناء المغرب من أقصى تخوم الصحراء إلى أقصى ربوع الشمال في انسجام تام في مواجهة الاستعمار الأجنبي الذي لم تنل مآمراته ومناوراته من إرادة المغاربة بضرورة مقاومة وإحباط المحاولات الرامية إلى طمس الهوية الوطنية وإخماد ملاحم الكفاح والنضال. واستحضر السيد الكثيري مراحل وأطوار الكفاح الذي خاضه الشعب المغربي بقيادة العرش المجيد في سبيل الحرية والاستقلال واستكمال الوحدة الترابية مشيدا في هذا السياق بالخدمات الجليلة التي قدمها شهداء الوحدة وسائر أبناء الأقاليم الصحراوية من أجل الذود عن مقومات الوطن وصون مقدساته ووفاء لروابط البيعة التي تجمعهم بملوك الدوحة الشريفة . وجدد السيد الكثيري التأكيد على مواصلة أسرة المقاومة وجيش التحرير صمودها الدائم للدفاع عن قضية الوحدة الترابية للمملكة وتثبيت السيادة الوطنية على الأقاليم الصحراوية المسترجعة ودعمها الكامل للمبادرة المغربية القاضية بمنح حكم ذاتي موسع لهذه الأقاليم تحت السيادة المغربية. وقال إن المغرب, الذي ناضل بكل إيمان من أجل الذود عن وحدته وكيانه، سيظل يقظا في وجه كل التيارات المعادية مدافعا بالحجة والبرهان عن حقوقه المشروعة مفندا كل الافتراءات التي يروج لها خصوم الوحدة الترابية. وذكر بهذه المناسبة بالمجهودات المبذولة من طرف الحكومة لتحسين الأوضاع المادية والاجتماعية لأسرة المقاومة وجيش التحرير والعناية بأحوالها المعيشية. وأبرز عدد من المدخلين خلال هذا اللقاء الملاحم البطولية التي خاضها أبطال جيش التحرير وأبناء القبائل الصحراوية في سبيل الحرية والوحدة الترابية مشيرين إلى أن معركة الدشيرة جسدت الإرادة القوية من أجل تحقيق الوحدة والتشبث بها بقيادة العرش العلوي المجيد. وأكدوا أن جلاء آخر جندي أجنبي عن الأقاليم الجنوبية يوم28 فبراير1976 جاء ليسجل حدثا كبيرا في سجل تاريخ المغرب الحديث لترفرف الراية المغربية خفاقة في ربوعها الأصيلة والعريقة في مغربيتها وولائها للعرش العلوي المجيد, وكان ذلك احتفالا كبيرا توج جهاد العرش والشعب من أجل استكمال الاستقلال وتحقيق وحدة التراب الوطني من طنجة إلى الكويرة.