في غمرة أجواء الاحتفالات التي تشهدها مختلف أرجاء المملكة بمناسبة تخليد الذكرى التاسعة والخمسون لثورة الملك والشعب، وبالذكرى الثالثة عشر لعيد العرش المجيد، والذكرى التاسعة والأربعون لميلاد الملك محمد السادس ، نظمت النيابة الجهوية لأسرة قدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير بمقر غرفة التجارة والصناعة والخدمات لخريبكة حفلا بالمناسبة لتكريم ثلة من المقاومين المنحدرين من الإقليم وتوزيع أظرفة مالية للمستفيدين من الإسعاف المخصص لقدماء المقاومين وأرامل المتوفين، وكذا المستفيدات من الإعانة على الدفن برسم سنة 2012، وفي بداية الحفل الذي ترأس مراسيمه الكاملة السيد مصطفى الكثيري المندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، والسيد عبد اللطيف الشدالي عامل صاحب الجلالة على إقليمخريبكة بمعية الوفد المرافق له، وبحضور أسرة قدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، قام الجميع بالوقوف لقراءة الفاتحة ترحما على وفاة الأميرة الجليلة لآلة أمينة تغمدها الله بواسع رحمته الواسعة، وبعد كلمة السيد محمد سعيدن النائب الجهوي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير التي رحب في مستهلها بالسيد المندوب السامي والسيد العامل وبالوفد المرافق له وبالمقاومين، وذكر ببرنامج الحفل، وبعد كلمة السيد الحاج الكبير الخروبي أحد المقاومين الذي طالب بتحسين الأوضاع المادية والمعنوية لأسر المقاومين وأعضاء جيش التحرير التي تعيش ظروف مزرية ومستعصية بسبب ارتفاع أعباء الحياة، أخد الكلمة مباشرة السيد مصطفى الكثيري المندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، الذي أبرز فيها أنه يغامره شعور عميق طافح بالفخر والاعتزاز للقاء مجددا بساكنة خريبكة ومشاركته معهم في الاحتفالات التي تشهدها مختلف أرجاء المملكة بمناسبة تخليد الذكرى التاسعة والخمسون لثورة الملك والشعب، التي تصادف الذكرى السابعة والخمسون لمظاهرة وادي زم وانتفاضة قبائل خريبكة من أجل الحرية والاستقلال، هذه الذكرى التي جسدت ملحمة بطولية خاض غمارها أبناء هذا الإقليم بعزيمة راسخة وإيمان قوي في سبيل حرية المغرب واستقلاله والدود عن وحدته والدفاع عن مقدساته الوطنية والدينية، والعودة الشرعية للمقاوم الأول وبطل التحرير والاستقلال جلالة المغفور له محمد الخامس أكرم الله مثواه من المنفى، وهي مناسبة سانحة يقول السيد المندوب السامي بأن نلهج فيها بالثناء والعطر والاعتزاز البالغ بالعناية الفائقة والرعاية الموصولة لجلالة الملك محمد السادس دام عزه وعلاه بأمجاد المغرب التاريخية وما يشمل به أسرة المقاومة وجيش التحرير من سابغ التكريم وعظيم التشريف، مفتخرين بتوجيهات جلالته النيرة لصيانة الذاكرة الوطنية والإشادة بدور أسرة الحركة الوطنية والمقاومة وجيش التحرير، والتعريف بالتضحيات الجسيمة والأيادي البيضاء التي قدمها شهداء وشرفاء الوطن وأبطال ورموز ملامح الكفاح الوطني في سبيل تحرير البلاد من الاستعمار الغاشم، والعمل على ترسيخ الدلالات العميقة والأبعاد الرمزية لملحمة الاستقلال الخالدة في وجدان الأجيال المتعاقبة وتنوير أذهان الناشئة بما يحفل به تراثنا النضالي من دروس وعبر وتجدير قيم الوطنية الصادقة والمواطنة الإيجابية في أوساطها، وإذكاء حماسها للانخراط الفاعل في إعلاء صروح المغرب الجديد. وإنها لمبادرة مباركة تندرج يقول السيد المندوب السامي في سياق الجهود الموصولة لصيانة الذاكرة الوطنية ، وإشاعة مبادئ وقيم أمجاد تاريخنا الحافل بأسمى المواقف وأنبل المعاني والطافح بالوقائع الكبرى والمحطات النضالية، وبالعديد من الرموز التاريخية والشخصيات الوازنة والأبطال الأشاوس وخيرة المقاومين والمناضلين الين ضحوا بالغالي والنفيس إعلاء لراية الوطن ودفاعا عن مقدساته ومقوماته والتفاني في التضحية في سبيله. لقد انطلق أبناء إقليمخريبكة المجاهد لتعزيز حركة المقاومة الفدائية، وبادروا إلى القيام بالعديد من العمليات التي طالت مصالح الاستعمار وغلاته وأعوانه، وهبوا في انتفاضات شعبية عارمة كانت أبرزها ثورة 19 و 20 غشت 1955 بمناسبة الذكرى الثانية لنفي بطل الأمة وأسرته الكريمة وثاروا في حماس عارم شيبا وشبابا نساء ورجالا هاتفين مرددين شعارات المطالبة بالحرية وبعودة الملك الشرعي غير مبالين بجيش الاحتلال الذي هاجم المتظاهرين بكل وسائله وإمكانياته بكل همجية ووحشية مخلفا عشرات الشهداء ومئات الجرحى والمعتقلين، غير أن أساليب التنكيل والتقتيل لم تنل من الإرادة الصلبة للمقاومين حتى تحقق النصر المبين بفضل التحام العرش والشعب واحترام المقاومة المغربية . تم أبرز السيد المندوب السامي للمقاومة للأشواط الهامة التي قطعتها المندوبية السامية للتعريف بمقاومي إقليمخريبكة في سياق الجهود المبذولة للتعريف بتاريخ هذه الربوع الأبية سواء من خلال إقامة فضاء تربوي ومتحفي وتثقيفي للمقاومة وجيش التحرير بمدينتي خريبكةووادي زم ومشاريع فضاءات أخرى بالعديد من جهات الإقليم، أو من خلال الإصدارات والمنشورات وتنظيم الندوات العلمية والأيام الدراسية وتخليد الذكريات الوطنية وإطلاق التسميات التي لها ارتباط بملحمة الكفاح الوطني على الساحات العمومية والشوارع والمؤسسات الاجتماعية والتعليمية، وإقامة المعالم التذكارية، زيادة إلى ورش استنساخ الوثائق التي لها صلة بتاريخ الحركة الوطنية والمقاومة وجيش التحرير المودعة بمراكز الأرشيف بفرنسا وإسبانيا والتي استنسخ منها لحد الآن 1.051.132 صورة وثيقة. تجدر الإشارة إلى أنه و احتفالا بهذه المناسبة الوطنية المجيدة جدد السيد المندوب السامي من خلال كلمته الدعوة لكل الفعاليات المهتمة بتاريخ المقاومة المغربية لمواصلة العمل لتعريف الأجيال المتعاقبة وتنوير أذهانها بقيم الوطنية الخالصة والمواطنة الإيجابية لتتزود بها وتتشبع بروحها في ملاحم المغرب الجديد الذي يعيش اليوم نهضة مباركة بقيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، هذه النهضة الشاملة على أكثر من صعيد بهدف تعزيز مسيرة المغرب على درب النماء والتقدم والحداثة وترسيخ بنيانه الديمقراطي وصيانة وحدته الترابية وإذكاء دوره الحضاري وإسهامه كقطب جهوي فاعل ووازن في إشاعة قيم السلام والتسامح والاعتدال ونصرة القضايا العادلة وتعزيز روح الإخاء وحسن الجوار بين الشعوب لما فيه خير الإنسانية جمعاء. وفي الأخير خلص السيد مصطفى الكثيري المندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير إلى أن إحياء المندوبية السامية للإحتفال بالذكرى 57 لمظاهرة وادي زم وانتفاضة قبائل إقليمخريبكة يعتبر تأكيدا حقيقيا لأهمية وعظمة الحدث، وتكريما لقادته وأبطاله الأشاوس ووفاء لشهدائه الأبرار الذين استرخصوا كل غال ونفيس في سبيل الدفاع عن المقدسات الدينية والثوابت الوطنية. وبعد ذلك قدم السيد عبد العالي يوسف كلمة عرفان في حق المقاومين المحتفى بهم المنحدرين من الإقليم وهم السادة " صالح خروب، ومحمد نونشة المتوفين" تم المقاومين الأحياء السادة " محمد بنعلوش، محمد الهاشمي، محمد منصف، أحمد باشري، عبد الرحمان الزعري، عبد الله حاتمي، أحمد النجاري، محمد العباسي، المعطي فايدة، العربي لبضر، العربي السعيد، أحمد اسبيطة والسيد أحمد حمران" ، حيث أشرف بعدها السيد مصطفى الكثيري المندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير والسيد عبد اللطيف الشدالي عامل صاحب الجلالة على إقليمخريبكة والسيد رئيس المجلس العلمي المحلي ورؤساء المصالح الخارجية على توزيع اللوحات التذكارية للمقاومين المحتفى بهم، وتوزيع أظرفة مالية للمستفيدين من الإسعاف المخصص لقدماء المقاومين وأرامل المتوفين، وكذا المستفيدات من الإعانة على الدفن برسم سنة 2012، مع تلاوة البرقية المرفوعة إلى السدة العالية بالله بمناسبة هذا الحفل.