قال مصطفى الكثيري المندوب السامي لقدماء المقاومين أعضاء جيش التحرير إن انتفاضة 31 يناير 1944 اندلعت تأييدا لمضامين وثيقة المطالبة بالاستقلال واستنكارا لحملات التقتيل والتنكيل والاعتقالات التي طالت رجالات الحركة الوطنية وعموم المواطنين المناهضين لسياسة الاستعمار . وأضاف الكثيري مساء أمس الاثنين بفاس خلال المهرجان الخطابي الذي نظمته المندوبية الجهوية للمقاومة احتفاء بالذكرى 72 لهذه الانتفاضة أن هذا الحدث التاريخي الذي انطلق من عدة مدن مغربية ليمتد إلى فحاولت تشديد الخناق على رجال الحركة الوطنية باعتقال أقطابها البارزين لتنطلق الانتفاضات العارمة والمظاهرات الحاشدة بمدينة فاس للتنديد باعتقال هؤلاء الزعماء لتقع المواجهات التي أسفرت عن استشهاد العديد من الوطنيين . وأشار إلى أن هذه الاصطدامات بين الأهالي وقوات الاحتلال التي استمرت أسبوعين لقن خلالها سكان وأبناء مدينة فاس للقوات الاستعمارية دروسا في الصمود والتضحية ، مضيفا أن الطوق الذي فرضته قوات الاحتلال على المدينة لم يثبط عزائم الوطنيين وأفرز حملة من التضامن بين مختلف الفئات حيث كانت تصل المؤن إلى الأحياء المحاصرة رغم أنف الاستعمار . وأكد المندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير أن هذه الانتفاضة أحدثت تحولا عميقا في مسار الكفاح الوطني من أجل الحرية والاستقلال بالعودة القوية للحركة الوطنية إلى الواجهة النضالية وتضامن كافة مكونات الشعب المغربي والتفاف الوطنيين حول العرش العلوي المجيد، وتوج كل هذا التكتل والالتحام باندحار المستعمر واسترجاع السيادة الوطنية والحصول على الاستقلال . وشدد على أن تخليد ذكرى هذه الانتفاضة يروم بالخصوص تذكير الأجيال الصاعدة بمغزى بعض المحطات البارزة في مسيرة كفاح الشعب المغربي بقيادة العرش العلوي من اجل الحرية والاستقلال والدفاع عن المقدسات الدينية والوطنية وكذا استحضار التضحيات الجسام والأيادي البيضاء التي قدمها أبناء مدينة فاس المجبولين على قيم الوطنية الصادقة والمواطنة الإيجابية والمشهود لهم بالإخلاص للثوابت والدفاع عن المقدسات. واعتبر أن الاحتفاء بهذه الذكرى التي كرست اصطفاف الشعب المغربي وراء العرش العلوي المجيد يشكل مناسبة لتكريم ثلة من المقاومين اعترافا بإسهاماتهم في هذه الملحمة الخالدة وتكريما لتضحياتهم وأعمالهم الجليلة دفاعا عن عزة الوطن وكرامته . وتميز هذا المهرجان الذي حضره ممثلو السلطات المحلية والمنتخبون وبعض رجال المقاومة وذويهم إلى جانب العديد من الباحثين والمؤرخين بتكريم مجموعة من رجال المقاومة واعضاء جيش التحرير من طرف المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير وذلك اعترافا بالخدمات الجليلة التي قدموها من اجل الحرية والاستقلال . كما قدمت بنفس المناسبة إعانات مادية لفائدة بعض المستفيدين من أسرة المقاومة وذوي حقوقهم .