وسط رفض شعبي قاطع وصمت رسمي مغربي، وبينهما تقبع حصيلة ثقيلة من الشهداء (43.552 لحدود كتابة هذه الأسطر) جراء حرب الإبادة الجماعية التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر 2023، تم في صمت تعيين "يوسي بن دافيد" على رأس فريق مكتب الاتصال الإسرائيلي بالرباط وانطلاق مهمته الديبلوماسية منذ شهر شتنبر المنصرم لمدة ثلاث سنوات قابلة للتمديد لمدة أربع سنوات كاملة. من سلاح المدرعات الإسرائيلية إلى أروقة مكتب الاتصال الإسرائيلي بالرباط حسب مواقع عبرية عديدة، فإن "بن دافيد" الذي عينته تل أبيب على رأس مكتب الاتصال الجديد بالرباط خدم في سلاح المدرعات جيش الإحتلال الإسرائيلي كقائد دبابة "ميركافا" في اللواء السابع، وشغل مهام سياسية أهمها وأبرزها رئاسة بلدية طبريا المحتلة، عن حزب "الليكود" الأشهر في الطيف السياسي الإسرائلي والذي يتزعمه رئيس الوزراء الحالي "بنيامين نتنياهو". تولى"بن دايفيد" منصب نائب رئيس البلدية المذكورة من 1998 إلى 2003، ثم تولى منصب الرئيس خلال سنة 2013 لمدة خمس سنوات. بعد ذلك عمل كاستشاري لمجلس إدارة شركة اليناصيب الحكومية الإسرائيلية ميفال هاباييس ، كما التحق بعدها بالشركة الرائدة في مجال التصوير الجوي والخرائط الفضائية في إسرائيل (حكومية)، كمدير تنفيذي لها من 2009 إلى 2013 إلى أن استقر به الأمر كمدير تنفيذي لشركة إيتاج هيومن ريسوركوس كروب، المتخصصة في الموارد البشرية HR. وُلد المرشح الجديد للتمثيلية الديبلوماسية، أواخر سيتينيات القرن الماضي في طبريا المحتلة (55 سنة)، وهو حاصل على شهادة البكالوريوس والماجستير في العلوم القانونية من جامعة حيفا إحدى أكبر الجامعات الإسرائيلية، وحسب موقع أفريقيا أنتلجنس، فإن "بن دافيد" ينحدر انتمائه من اليهود ذوي الأصول المغربية، الذين هاجروا مع بداية إعلان قيام المشروع الصهيوني على يد "بن غوريون". تعيين "صامت" وبدون إعلان رسمي تم تعيين "ليوسي بن دافيد" دون إعلان رسمي، وهو أسلوب بدأته إسرائيل في تعيين دبلوماسييها بالمغرب منذ اندلاع حرب الإبادة في غزة خلال أكتوبر 2023، حسب ما ورد عن موقع أفريقيا أنتلجنس. حيث أصدرت "الحكومة الإسرائيلية" القرار المؤرشف تحت رقم 2103 بتاريخ 04 من غشت المنصرم، والمتوفر على الموقع الإلكتروني الرسمي "للحكومة العبرية"، يقضي بتعيين "يوسي بن دافيد"، بموجب قانون تعيينات الخدمة المدنية والمقررات الحكومية ذات الصلة، على رأس مكتب الاتصال "الدولة الاسرائيلية"، وخلفاً ل "بن دافيد" كان رئيس مكتب الاتصال السابق "ديفيد كوفرين"، الذي لاحقته شبهات كثيرة حول "التحرش الجنسي والفساد" قبل أن تتدخل "الخارجية الإسرائيلية" لاتخاذ إجراءات في حقه بناءً على تقارير من "مفتشية وزارة خارجية إسرائيل"، حيث جرى حينها إخضاع أنشطته للمراقبة لتتم إقالته لاحقًا. وبعد الإقالة أقدمت "حكومة تل أبيب" على تعيين الدبلوماسي "مارك أتالي" رئيسًا لمكتب الاتصال في المغرب بالنيابة / التكليف في أبريل المنصرم، حيث ظل يشغل هذا المنصب إلى غاية وصول "بن دافيد". كعيبة .. اليد اليمنى ل "بن دافيد" جاء تعيين "بن ديفيد" أياماً قليلة بعد تعيين "حسن كعيبة" نائبا لمدير مكتب الاتصال الإسرائيلي ليكون بمثابة الرجل الثاني في التمثيلية الديبلوماسية بالرباط، وهو التعيين الذي خلف استنكارا واسعاً من لدن مناهضي التطبيع، خاصة وأن"كعيبة" الذي اشتغل في الجيش الإسرائيلي وعمل ناطقا رسميا باسم الخارجية الإسرائيلية بالعربية سبق وأن وصف المغاربة الداعمين للمقاومة بأنهم "ليسوا بالبشر". الخمسيني "كعيبة" من مواليد شمال فلسطين، أنهى دراسته الإعدادية في بلدته والثانوية في مدينة الناصرة إحدى أقدس الأماكن لدى المسيحين، لينتقل إلى دراسة العلوم السياسية وتاريخ الشرق الأوسط في جامعة حيفا على غرار "بن دافيد". بعد توقيع المغرب الرسمي على الاتفاق الابراهيمي وفتح "إسرائيل" لمكتب اتصالها في العاصمة الرباط، زار كعيبة المغرب علناً، والتقى مسؤوليه وحاضر في مؤتمراته الرسمية وغير رسمية وأخذ صورا مع مواطنيه ومعالمه الأثرية.